وزارة الخارجية تُكرم عدداً من سفرتها المتقاعدين
أقامت وزارة الخارجيَّة، يوم الإثنين 5 أيلول 2022، حفلاً كبيراً لتكريم السفراء المتقاعدين، برعاية وزير الخارجيَّة فؤاد حسين، وبحضور السادة وكلاء الوزارة
وبهذه المناسبة ألقى معالي الوزير فؤاد حسين كلمة جاء فيها
بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب المعالي والسعادة الضيوف الكرام
الحضور الكريم
أسعدتم صباحاً
يسرني إن التقي بكم في هذا اليوم لنكرم نخبة وطنية متميزة من السيدات والسادة السفراء المتقاعدين الذين عملوا بكل تفان وإخلاص طيلة حياتهم المهنية للدفاع عن مصالح العراق وتوطيد علاقات بلدنا العزيز مع بلدان العالم المُختلِفة.
وما هذا الحفل اليوم الا رداً للجميل واعترافاً بأحقية تكريم السيدات والسادة السفراء في حياتهم وهي المبادرة الأولى التي تنظمها وزارة الخارجية منذ تأسيسها لحد الآن.
الحضور الكريم
سعت وزارة الخارجيَّة خلال السنوات الماضية إلى الارتقاء بعلاقات العراق الإقليمية والدولية، فضلاً عن الزيارات الدبلوماسية عالية المستوى واستقبال العديد من رؤساء الدول والمسؤولين على أرض العراق توجت بالزيارة التاريخية لبابا الفاتيكان في اذار 2021. استضاف العراق عدة اجتماعات مهمة ذات الطابع الإقليمي والدولي لبحث تطوير التنمية الاقتصادية وخلق مساحات إيجابية للعمل الدبلوماسي المشترك بين بلدان المنطقة وهو ما حصل في قمة بغداد للشراكة والتعاون
يضاف إلى ذلك الجهود الكبيرة التي بذلت لتخفيف حدة التوتر بين بعض بلدان المنطقة والاجتماعات التي عقدت في بغداد بهذا الخصو
ولم يقف الجهد الدبلوماسي عند هذه الحدود بل شارك العراق في عدة اجتماعات مهمة على مستوى الرؤساء ومنها قمة جدة لتعزيز التعاون الإقليمي فضلاً عن القمة الخماسية التي عقدت في مصر مؤخراً
ان هذا الحضور المتميز للعراق والمشاركة الواسعة والفاعلة في هكذا ملفات مهمة تعد دليلاً واضحاً على حيوية وفاعلية الدبلوماسية العراقية ونشاطها المكثف ولعل هذا كله لم يكن ليكتب له النجاح لولا تضافر الجهود الوطنية المخلصة على مستوى مؤسسات الدولة الداعمة لجهود الوزارة
السيدات والسادة الحضور الكرام
على الرغم مما يواجهه العراق من تحديات كبيرة الا ان الاصرار الواضح في دعم البناء الديمقراطي هو الغاية الاساس للجميع دون استثناء، واذا كانت الجهود الخيرة في تجاوز المحن الداخلية تقع على عاتق مختلف الجهات السياسية والاجتماعية بكل اطيافها، فأن الجهد الدبلوماسي الخارجي هو الداعم والسند الحقيقي لعمل الحكومة كونه يعمل على كسب الدعم الدولي لبقاء الدولة وانجاح التجربة السياسية، وهذا من دون شك حصل بفضل الاداء المتميز لدبلوماسيينا في ديوان الوزارة وفي البعثات والذي نطمح ان يتطور بأستمرار بما يخدم المصالح الوطنية العليا للدولة العراقية. ومن دون شك لا ننسى كانت الجهود الخيرة التي قام بها السيدات والسادة السفراء المتقاعدون خلال سنوات عملهم المثمرة في وزارة الخارجيَّة والتي كانت جزءاً لا يتجزء من النجاحات الدبلوماسية التي حققتها الدولة منذ عام 2003 ولحد الان
الحضور الكريم
وضعت وزارة الخارجية عدة أولويات لتحقيق أهداف الدولة وواحدة من تلك الأولويات إعادة بناء مؤسسة الوزارة والتطور الحاصل في الاداء الدبلوماسي لوزارات خارجيَّة دول العالم، لذلك تعمل الوزارة بالإضافة إلى تطوير أداء دبلوماسييها برفدهم بالخبرات والتأهيل الدبلوماسي وفقاً لأحدث معايير التدريب وتحسين الاداء، فهي تعكف حالياً على أختيار أفضل الشخصيات من خريجي الجامعات وبنسب متساوية للمحافظات العراقية وهذا تطور جديد في عمل الوزارة من خلال لجنة عليا تم تشكيلها في الوزارة وضعت أفضل الأسس والمعايير لاختيار الكفاءات المطلوبة بمهنية عالية
فضلاً عن ذلك لابد لي من الاشادة والاشارة للجهود الكبيرة التي تحققت في الوزارة بمختلف دوائرها في مواكبة التقدم التكنلوجي الحاصل في العالم وإدخال البرامج التقنية المتطورة في أداء بعض المفاصل المهمة في الوزارة مثل معهد الخدمة الخارجيَّة والدائرة القنصلية والموارد البشرية في الدائرة الإدارية والدائرة المالية، والتي ساهمت بشكل واضح في تسهيل تقديم الخدمات وسرعة ودقة إنجاز المعاملات، فما تحقق من تطبيقات تقنية حديثة في الدائرة القنصلية على سبيل المثال وإطلاق عدد من البرامج الخدمية التي ساهمت في سرعة تقديم الخدمات للمواطنين يعد منجزاً مهماً يستحق الاشادة بالمشرفين على هذه البرامج، والتي صممت من قبل كادر الوزارة عن طريق دائرة الاتصالات، يُضاف إلى ذلك التطور الذي شهده معهد الخدمة الخارجيَّة خلال السنوات الماضية في المجال الرقمي إذ ان العديد من النشاطات والفعاليات بما فيها دورات التأهيل والترقية الوظيفية، يتم انجازها بالبرامج التكنلوجية المتطورة. الأمر الذي انعكس ايجاباً على أداء موظفي الوزارة ومهاراتهم الوظيفية
ولم يقف الأمر عند هذا الجانب بل كان التعاون بين وزارة الخارجيَّة والوزارات والمؤسسات العراقية المختلفة واضحاً ومثمراً من خلال إقامة الفعاليات والنشاطات المشتركة والدورات التدريبية في مجال فن التفاوض والبروتوكول والاتيكيت
وفي الختام أوجه كلمتي مجدداً إلى سعادة السيدات والسادة السفراء المتقاعدين واقدم لهم الشكر والتقدير على ما أنجزوه من عمل وطني خالص خلال السنوات الماضية، كما اشكر مشاركتهم الجادة في إنجاح هذه الحفل، واود ان أعلن من خلال هذا الحفل ان الوزارة لن تدخر الخبرات التي اكتسبها السفراء في خدمتهم الدبلوماسية وستعمل على الاستفادة منها وفق برنامج عمل طموح من خلال دورات التطوير والتأهيل التي تقيمها للموظفين كافة للارتقاء بأدائهم الوظيفي ، إذ ان حصيلة التجارب الدبلوماسية وخبرات السفراء تعد دروس مهمة يفترض ان يطلع عليها موظفينا كافة فالتواصل بين الاجيال الدبلوماسية دليل على حيوية الدولة في الاستفادة من جهود ابنائها امثالكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته