سفارة جُمهوريَّة العراق لدى الكرسيّ الرسوليّ تحيي الذكرى السنوية الأولى لزيارة قداسة البابا إلى العراق
أقامت سفارة جُمهوريَّة العراق لدى الكرسيّ الرسوليّ إحتفالاً في مقر السفارة، بتاريخ 2022/3/8، إحياءً للذكرى السنوية الأولى لزيارة قداسة البابا فرنسيس إلى العراق للمدة 2021/3/8-5، حيث تم إفتتاح الإحتفال بتلاوةٍ من القرآن الكريم لبضعِ دقائق، تلاها الوقوف دقيقة صمتٍ للصلاة من أجل السلام في العالم وكذلك لتكريم الذين ضحوا بأرواحهم من أجل دحر الجماعات الإرهابيَّة، ومن ثم عزف النشيد الوطنيّ لجُمهوريَّة العراق ولدولة حاضرة الفاتيكان.
ألقى بعدها سفير جُمهوريَّة العراق لدى الكرسيّ الرسوليّ كلمة تطرق فيها إلى الزيارة التاريخيّة لقداسة البابا فرنسيس إلى العراق وسمو الرسالة التي حملها للبلاد والتي كانت رسالة محبة وإخوة إنسانيّة وسلام، وفرحة جميع أطياف الشعب العراقيّ بهذه الزيارة، وبرنامج الزيارة الذي غطى محطاتٍ مهمة ومفصلية وعلى رأسها زيارة البابا للمرجع الدينيّ الأعلى آية الله العظمى سماحة السيّد علي السيستانيّ في بيته والصلاة الإبراهيميّة من أجل السلام التي أُقيمت في مدينة أور بين ممثليّ مُختلَف الأديان. مُشيراً إلى مرافقته لقداسة البابا في عدةِ فعالياتٍ منها خلال إقامة قداسته قداساً في كاتدرائية مار يوسف في بغداد.
بعد ذلك ألقى الحاكم الأعلى لجمعية فرسان القبر المقدس والقاصد الرسوليّ السابق للعراق الكاردينال فيرناندو فيلوني كلمته التي أشار فيها إلى أن البابا فرنسيس هو أول بابا فاتيكان يحج، حسب وصفه، إلى العراق ليحمل كلمةَ تشجيعٍ وأملٍ بعد عقدين من الحروب والعنف والاضطهاد العشوائيّ، وإلى رغبة قداسته بزيارة العراق منذ صيف عام 2014، عندما تسبب تنظيم داعش الإرهابيّ بطرد المسيحيين من الموصل وسهل نينوى وتعرض الايزيديين للذبح والاضطهاد وفرار الأقليات والمواطنين الآخرين. كما تحدث نيافة الكاردينال عن زيارته إلى العراق في عام 2015 كمبعوث البابا الخاص للقاء اللاجئين العراقيين وليكون شاهداً على المآسي التي مروا بها. وفي ختام كلمته تمنى نيافة الكاردينال فيلوني أنَّ يعُم السلام في العراق وأنَّ يتم نبذ العنف والدمار.
كما شارك الشيخ عبدالله الطائي ممثل المرجع الدينيّ العراقيّ صالح الطائي بكلمة تطرق فيها سماحته إلى الرسائل الإيجابيّة التي حملها البابا فرنسيس أثناء زيارته إلى العراق وهي أنَّ العراق بلد الأمن والسلام ويجب أنَّ يعود إلى موقعه الذي يستحق، وحث قداسته للعراقيين الذين أجبرتهم الظروف على مغادرة العراق إلى العودة والمساهمة في بناء عراق يسوده حكم الدستور والعدل والمساواة.
تخللت الاحتفاليّة أيضاً كلمةً لسفيرة بعثة جامعة الدول العربيَّة لدى الكرسيّ الرسوليّ إيناس مكاويّ التي تحدثت عن حضارة العراق العريقة وإصرار الحبر الاعظم على القيام بهذه الزيارة برغم جميع الظروف الصعبة والاستثنائيّة وفي مقدمتها جائحة كورونا، وقالت سعادتها بأن البابا فرنسيس قد تجاوز فكرة العرق والطائفيّة والإثنيّة بزيارته هذه، وأراد من خلال زيارته للعراق أنَّ يُرسل رسالةً للعالم أجمع مفادها أنَّ العراق كان وسيضل مركزاً للحضارة.
وتطرق أمين سر لجنة العلاقات للحوار مع المسلمين في المجلس الحبريّ للحوار بين الاديان المونسنيور خالد عكشة خلال كلمته التي ألقاها أمام الحاضرين إلى الدروس المُستفادة من زيارة البابا التاريخيّة إلى العراق، أما الأستاذ في المعهد البابوي للدراسات العربيَّة والإسلاميَّة كريستوفر كلوهيسيّ فتحدث عن الايحاءات الرمزية في زيارة البابا إلى النجف الأشرف.
كما تم عرض مقطع فيديو تضمن أبرز محطات زيارة قداسة البابا إلى العراق ولقائه التاريخيّ بسماحة السيّد علي السيستانيّ، وتم إختتام الإحتفالية بتلاوة أناشيّدٍ مسيحيّة دينيّة من بعض الأخوات والإخوان المسيحيين العراقيين المقيمين في إيطاليا.