التواصل الاستراتيجي
طريق التنمية، بما يمثله من بعد إستراتيجي، وبما يوفره من تواصل بين دول العالم، بين الشرق والغرب، بين دول العالم النامية والناهضة، وبما يعالجه من مشكلات وطنية ودولية، وبما يحتويه من رافعات اقتصادية، وبهذا كله وغيره من المحاور والمسارات التي سيعمل عليها، سيمثل مركزا للتواصل الاستراتيجي الإقليمي والدولي، عدا عن الوطني الداخلي. حيث سيكون محورا لشركات مستدامة مع دول المنطقة، الجارة منها الشقيقة. وهو ما ابدته هذه الدول سواءا بالاتصالات الثنائية وعلى مستوى الملوك والامراء والرؤساء والمستويات الرفيعة الأخرى، أو من خلال ما ابدته من استعدادات للشراكة طوية الأمد خلال مؤتمر طريق التنمية الذي انعقد في بغداد.
كما يتطلع العراق الى تعاون دولي متميز، لما يمثله طريق التنمية من جسر للتواصل العالمي محوره العراق. والعراق يهتم بهذا التواصل الاستراتيجي على اعلى المستويات، فقد قام دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بسلسة من الخطوات تمثلت بلقاءات ثنائية وزيارات خارجية وداخلية، وزيارات موقعية، إضافة الى استثمار الحضور المتميز للعراق في المؤتمرات التي حضرها دولته مثل مؤتمر القمة العربية بدورته ال(32) الذي انعقد في جدة، حيث قال سيادته “دولا عديدة استطاعت بناء تكتلات اقتصادية ناجحة، وهي لا تملكُ عناصر مشتركة بين أعضائها، لذا يجب أن نتحرّى كلَّ زوايا الترابط والتكامل الاقتصادي بين بلدانِنا”. وفي مؤتمر طريق التنمية الذي احتضنته بغداد افتتح رئيس مجلس الوزراء المؤتمر مؤكداً الأهمية الحاضرة والمستقبلية لمشروع طريق التنمية، وترابط أسباب التكامل الاقتصادي لدول المنطقة مع المصالح والشراكات التي سيعززها مسار الطريق، وكلّ المشروعات المرتبطة به.
إلا أن مشروعا بهذا الحجم، ولما اكتسبه من اهتمام جماهيري، سيتطلب تواصلا استراتيجيا داخليا وخارجيا وعلى مختلف المستويات الرئاسية والوزارية وبقية المستويات والقطاع الخاص والعام على حد سواء.