سفارة جمهورية العراق في لاهاي تقيم حفلاً تأبينياً بمناسبة الذكرى السابعة لجرائم الابادة الجماعية بحق الايزيديين.

سفارة جمهورية العراق في لاهاي تقيم حفلاً تأبينياً بمناسبة الذكرى السابعة لجرائم الابادة الجماعية بحق الايزيديين.
اقامت السفارة يوم الجمعة 5/8/2021 حفلاً تأبينياً لإحياء الذكرى السابعة لجرائم الابادة الجماعية التي ارتكبتها عصابات داعش الإرهابية بحق الايزيديين في قضاء سنجار والقرى المحيطة به، حضرته السيدة (كاثرين بومبيرگر)، المدير العام للجنة الدولية لشؤون المفقودين (ICMP)، والأمير أنور معاوية، أحد أمراء الايزيديين في العراق والعالم، والسيدة كارولين إيجيرتون، خبيرة قانونية وعضو مجلس ادارة الشبكة القانونية للايزيديين، فضلاً عن بعض الشخصيات الأيزيدية من المقيمين في هولندا وألمانيا وعدد من أبناء الجالية العراقية وموظفي السفارة.
بدأ الحفل بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم، عزف بعدها النشيد الوطني، ثم وقف الحاضرون دقيقة حداد لقراءة سورة الفاتحة على ارواح شهداء الايزيديين وشهداء الإرهاب في العراق وفي العالم.
وتضمن الحفل عرض فلمين وثائقيين حول هجوم عصابات داعش على قضاء سنجار والقرى التابعة له في شهر آب 2014 وما قامت به من جرائم بشعة بحق السكان الايزيديين المدنيين العزَّل، فضلاً عن بعض الإحصائيات والتفاصيل التي تم الحصول عليها من قبل فريق الأمم المتحدة للتحقيق وتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة على يد داعش (UNITAD)، مع شهادات حية لبعض الناجين من المجزرة.
ثم ألقت (السيدة بومبيرگر)، مدير عام اللجنة الدولية لشؤون المفقودين، كلمة قدمت خلالها عرضاً لعمل المنظمة، بما في ذلك مساعدتها للعراق في معالجة موضوع الأشخاص المفقودين نتيجة لجرائم عصابات داعش. كما قامت بالتعريف عن نشاطات (الشبكة القانونية للايزيديين) Yezidi Network، فضلاَ عن استعراض أوجه التعاون المستمرة بين الحكومة العراقية والسفارة وممثلي الطائفة الأيزيدية وبين فريق الICMP.
بعد ذلك القى الأمير أنور معاوية كلمة بالمناسبة أوضح فيها أن أبناء الطائفة لا زالوا يعانون من فقدان أكثر من 3200 امرأة ايزيدية تم اختطافهن من قبل عناصر داعش، ولذا فهو يطالب بتكثيف الجهود لتحرير هؤلاء النسوة الأيزيديات. كما طرح مقترحاً لتشكيل لجنة دولية وعراقية مشتركة تضم شخصيات وممثلين عن منظمات مختصة يتم الاتفاق عليها مع الحكومة العراقية لوضع آلية مناسبة لإعادة المختطفات من نساء الطائفة. كما أكد على استعداد أبناء الطائفة لدعم جهود السفارة والتعاون مع اللجنة الدولية لشؤون المفقودين بعيداً عن أية تدخلات حزبية او سياسية، وان يكون تعاملهم مع الحكومة العراقية وممثليها الرسميين؛ مطالباً ايضاً بحل جذري للتسريع في اعادة النازحين من المخيمات الى اراضيهم وقراهم في سنجار، وتعويض المتضررين من كل الأطراف الموجودين في المنطقة. كما طالب بالسعي لإيجاد مصالحة حقيقة بين ابناء العشائر الايزيدية والعربية، عدا الملطخة اياديهم بدماء وشرف الايزيديين بصورة خاصة والشعب العراقي بصورة عامة، على ان يكون ذلك بإشراف الحكومة العراقية والمنظمات الدولية، وأن يتم تسليم جميع المجرمين ومن كل الأطراف. كما أوضح الأمير أنور أن أحد أهم أسباب وجودهم الدائم في العراق هو لتقديم الدعم والمشورة وللتواصل مع الحكومة العراقية وتقديم الدعم والإسناد لأي خطوة يمكن ان تساعد في حل مشكلة الايزيديين.
وقد ألقت السيدة وئام الزيدي، شاعرة وناشطة مقيمة في لاهاي، قصيدة بعنوان السلام باللغة العربية، ثم تبعتها بقصيدة عن المرأة وضرورة احترام حقها بارتداء الحجاب وممارسة شعائر وطقوس دينها في الدول الأجنبية التي لا تدين بالديانة الأسلامية.
وفي نهاية الحفل ألقى سعادة السفير الدكتور هشام العلوي كلمةً أكد فيها أن الهدف من اقامة هذا الحفل التأبيني في السفارة هو مشاركة ابناء شعبنا العراقي الصابر والشجاع في احياء الذكرى السابعة لجرائم تنظيم داعش الارهابي ومرتزقته بحق العراقيين بمختلف طوائفهم، وخاصة جرائم الابادة الجماعية التي ارتكبها عناصر التنظيم الإرهابي ضد الاخوة الايزيديين من أبناء شعبنا في قضاء سنجار والقرى التابعة له في آب 2014، مؤكداً اننا نقف احتراماً للضحايا من الرجال والنساء والفتيات والأطفال الذين قُتلوا وخُطفوا وعُذبوا وانتهكت حقوقهم وكراماتهم من قبل الإرهابيين التكفيريين الذين قدموا صورة مشوهة عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وارتكبوا جرائم بشعة باسم الإسلام والإسلام منهم براء؛ وفي ذات الوقت استحضار بطولات أبطال العراق من أبناء القوات المسلحة بمختلف صنوفها وقوات الأمن الداخلي والحشد الشعبي والعشائري والبيشمركة، الذين لبوا نداء الوطن وقدموا التضحيات للدفاع عن المواطنين والمقدسات في معارك بطولية لتحرير مدن العراق. 
كما رأى سعادته أنه من المناسب استثمار هذه الفرصة للإشارة الى إقرار قانون الناجيات اليزيديات في هذا العام لرعاية جميع الناجيات العراقيات وتعويضهن وإعادة تأهيلهن لممارسة حياتهم بشكل طبيعي؛ وتأكيد التزام الحكومة الاتحادية في بغداد بالعمل مع حكومة اقليم كردستان وحكومة محافظة نينوى والمجتمعات المحلية في قضاء سنجار للوصول الى حلول عملية وانهاء المشاكل الموجودة في القضاء من خلال تشكيل ادارة موحدة وتعزيز الامن والاستقرار فيها، وتحسين الظروف المعيشية في المناطق المحررة واعادة اعمارها، وتمكين أهلها النازحين من العودة الى بيوتهم بعزٍ وكرامة.
وبعد انتهاء الحفل تناول الجميع وجبة غداءٍ أعدتها السفارة لضيوفها الذين حضروا هذه المناسبة.