سفارة جمهورية العراق في لاهاي تحتفي بابناء الجالية العراقية الفائزين والمرشحين بالانتخابات الهولندية‪.‬

برعاية سعادة السفير الدكتور هشام العلوي، نظمت سفارة جمهورية العراق لدى مملكة هولندا عصر يوم الجمعة الموافق 3/5/2019 ندوة بعنوان (أهمية المشاركة الفاعلة لابناء الجالية في الحياة السياسية والانتخابات في مملكة هولندا)،احتفاءً بابناء الجالية العراقية الفائزين والمرشحين بانتخابات المحافظات الهولندية.**

افتتح سعادة السفير العلوي الندوة بكلمة اعرب عن تهانيه للفائزين والمرشحين لانتخابات المحافظات الهولندية التي جرت بتاريخ 20 اذار 2019، مشيراً الى اهمية الانتخابات والمشاركة الفاعلة فيها من اجل انتخاب اشخاص اكفاء يمثلونهم في المجالس البلدية ومجلس النواب الهولندي وهو ما يعكس وجهاً مشرقاً للجالية العراقية بتبؤ هذه المناصب والتي توفر فرصة لتقديم الخدمات للمواطنين، كما اشار الى اهمية العمل على تبني السياسات العامة العابرة للأحزاب السياسية والتي يتفق عليها الجميع، مشددا على اهمية توعية فئة الشباب للانخراط بالحياة السياسية وفقاً لميولهم السياسية التي تصب بالمحصلة بإنتاج جيل واعٍ ذو فهم عالٍ لاحتياجات المجتمع والعمل لصياغة تشريعات تواكب حاجات المجتمع.

وتحدثت الأنسة دانيا العبيدي، والتي فازت عن حزب العمال الهولندي بالانتخابات في محافظة فليفولاند، وتهتم حاليا من خلال عملها في مجلس المحافظة بعدد من الملفات ومنها القادمين الجدد الى هولندا والفقراء والاطفال والمشاكل التي قد تواجههم والعمل على حلها، وتطرقت الى اهمية مشاركة ابناء الجالية في الانتخابات، لان هذا سيكون اسهاماً مهماً يؤثر على حياتهم بشكل مباشر من خلال تمثيلهم في مجالس البلديات ومستويات اعلى منها مثل مجلس النواب، مؤكدة ان قناعتها الراسخة بمبادئ الحزب هو ما قادها للانضمام الى صفوفه، كما اشارت الى عقد موتمر بالمستقبل القريب في محافظة فليفولاند للنساء حصراً لحثهن على المشاركة الفاعلة بالحياة السياسية والانتخابات. 

وتحدث السيد محمد الكاظمي، الذي فاز بعضوية المجلس البلدي لمدينة أمستردام في انتخابات العام الماضي عن حزب Denk ، مؤكدا ان حزبه يناهض العنصرية والتمييز على أساس الخلفية الثقافية والدينية، مشددا على اهمية قبول الاخر بغض النظر عن خلفيته، مؤكداً ان بناء الأوطان يتكامل بتنوع مواطنيه ومدى اخلاصهم لبناء مستقبل افضل. 

كما تحدثت الانسة سارة الصلحاوي عن تجربة مشاركتها في الانتخابات الاخيرة حيث دخلت في حزب النداء الديمقراطي المسيحي، مؤكدةً انه بالرغم من عدم فوزها الا أنها كانت فرصة طيبة لإكتساب الخبرة في الحياة السياسية بعمر مبكّر حيث لاتزال هي طالبة قانون وترغب في الاستمرار بالعمل السياسي. واضافت انها تقدر دعم عائلتها لها منذ ان كانت بعمر ١٥ عاماً وتشجيعها للانخراط بالحياة السياسية، وتاكيد العائلة على اهمية احترام الجميع بغض النظر عن خلفيتهم. 

وتحدث السيد هوار محيي الدين عن تجربة مشاركته في الانتخابات ضمن  قائمة حزب العمال، وأشار الى انها أنها كانت فرصة جيدة لكسب الخبرة ووفرت له نافذة للتواصل مع الجمهور والاطلاع على احتياجاتهم بصورة مباشرة، مؤكدا قناعته بمبادئ الحزب المتمثلة بمساعدة الفقراء والمساواة والتي جعلته ينضم لصفوف الحزب والعمل بفاعلية لتوعية جيل الشباب بأهمية إعطاء صوته للأصلح. 

وتحدثت الانسة دلال غانم، وهي من المكون الازيدي، عن تجربتها في في هولندا حيث واجهت صعاباً عدة ومجتمعاً جديداً، الا ان مثابرتها ودعم اَهلها لها، زاد من عزيمتها ودفع بها الى تحقيق افضل النتائج بتميز، حيث كرمتها الجامعة والسفارة هذا العام لهذا التفوق وهي الان تدرس الصيدلة وناشطة في مجال حقوق الانسان والأقليات خصوصا، وتناولت موضوع رفض طلبات اللجوء لعدد من الازيديين باعتبار ان مناطق العراق قد تحررت من داعش وأصبحت آمنة، الا ان الواقع يشير لعدم امكانية عودتهم حالياً في ظل عدد من التحديات. 

وفي الختام تقدم جميع الحاضرين بالشكر لجهود السفارة لجمع ابناء الجالية بمختلف انتماءاتهم وخلفياتهم للقاء وتبادل الأفكار ، مشددين ان هولندا بلد التسامح واحتضن الجميع وقدم الكثير لهم، وان للجالية دور مهم في عملية دفع عجلة الاندماج للأمام خاصة وأن خلفياتهم وثقافتهم تختلف، مما يحتم على الجميع بذل جهد اكبر لتحقيق مستقبل افضل والعمل على المساحات المشتركة التي يتفق عليها الجميع. 

وانهى سعادة السفير العلوي الندوة بتذكير الحاضرين بالآية الكريمة في كتاب الله الكريم: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبيرٌ»‬، ‫مشددا ان الفترة الماضية شهدت احداث وانتهاكات لحقوق الأقليات وهذه الأفعال دخيلة على المجتمع العراقي خاصة وان العراق منذ الأزل تعايش سكانه بوئام وتسامح، شاكراً للحضور مشاركتهم بالندوة، متمنيا للجميع دوام التوفيق.