السفيرالعلوي يشارك في فعاليات الاسبوع الثقافي الثاني للعتبة العباسية في أوربا ويلقي كلمة تحت عنوان (الإغتراب بين الهوية والإندماج)

السفيرالعلوي يشارك في فعاليات الاسبوع الثقافي الثاني للعتبة العباسية في أوربا ويلقي كلمة تحت عنوان (الإغتراب بين الهوية والإندماج) 

تحت شعار ( الإغتراب ثروةٌ للاوطان) احتضنت مدينة انتويربن البلجيكية في مساء يوم ”الثلاثاء” الموافق 11 حزيران 2019 الفعالية الاولى من فعاليات الاسبوع الثقافي الثاني للعتبة العباسية في أوربا.، بمشاركة العديد من الجمعيات والمنظمات العراقية والاوروبية، وحضور اعضاء السلك الددبلوماسي لسفارتي جمهورية العراق في بلجيكا وهولندا.

مؤسسة الزهراء الثقافية في بلجيكا وبالتعاون مع ممثلية العتبة العباسية في أوروبا والجمعية الأوروبية لتعارف الأديان أخذت على عاتقها تنظيم هذا الحدث لادامة جسور التواصل مع الجاليات العراقية والتعريف بالدور المهم الذي يضطلع به المغترب العراقي كعنصرٍ فاعل في بناء المجتمعات.

أستُهل الحفل بآياتٍ من الذكر الحكيم تلاها احد الشيوخ الافاضل، بعدها ألقى رئيس الجمعية الأوربية لتعارف الاديان الاستاذ زهير شربة كلمته التي أكد فيها ان الملتقى الثقافي الذي نجتمع فيه اليوم تتجلى فيه رسالة مهمة مفادها “أنّ العراق وأهله محبّون للسلام، وأنّهم مؤمنون به لكونه من أهمّ مرتكزات الإسلام في بلدٍ أراد التكفيريّون أن يشوّهوا صورة الدين الإسلامي ويجعلوه دين قتلٍ وترهيب، مؤكداً ان الغاية من اقامة هكذا ندوات ومؤتمرات خارج العراق هو تعزيز الانتماء الوطني والتمسك بالقيم الإنسانية الاصيلة.

من جهته أكد الاستاذ صادق الركابي، سفير جمهورية العراق لدى بلجيكا، ”ان العراقيين ومنذ أن حطوا رحالهم في العديد من دول العالم ومنها الدول الاوروبية كانوا مؤثرين وساهموا ببناء تلك المجتمعات من خلال إمكانياتهم الفذة التي يتوجب علينا استثمارهـا بشكلٍ ايجابي يحقق الفائدة لبلدنا الحبيب العراق. 
واضاف السفير الركابي أن الحديث عن الاغتراب والمغترب يضعنا أمام مسؤولية كبرى كواجهة مهمة لبلدنا الحبيب عبر التأكيد على الهوية العراقية والانتماء الوطني وخاصة لدى الجيل الثاني والثالث. وختم كلمته بالقول أن  السفارة العراقية بيت لكل العراقيين بانتماءاتهم ومكوناتهم، وهي صلة من صلات الوصل بالوطن الام.

 ممثل العتبة العباسية في اوربا السيد احمد الراضي الحسيني اوضح في كلمته أن العتبة العباسية يقع على عاتقها مسؤولية كبيرة تتمثل في الحفاظ على الكفاءات والطاقات العراقية من خلال ايجاد سبل عمل مشتركة وخطط واعدة تمكنهم من المشاركة الفاعلة في بناء بلدهم مثلما كان لهم دور فاعل ومهم في بناء المجتمعات التي استضافتهم، لافتاً في ذات الوقت أن هذه الندوات والملتقيات ستتواصل مع ابناء الجالية العراقية في كل دول العالم لتعزيز اواصر الترابط والتواصل مع كل العراقيين، ولتجديد عهد البيعة والولاء للوطن تحت راية ابي الفضل العباس(ع).  

رئيس جماعة علماء العراق الدكتور “خالد الملا” قال في كلمته التي جاءت تحت عنوان (الاغتراب وتحديات لغة القران)، ان معالجة الآثار السلبية المحتملة للاغتراب مسؤولية تقع على عاتق جميع مكونات المجتمع باطيافهم ومكوناتهم، وأن الملتقى الفكري الذي نجتمع فيه هو بحد ذاته تأكيد على الانتماء الوطني والالتزام بالموروث الثقافي الذي حافظنا عليه.

واضاف لم تكن ظاهرة الهجرة إلي الخارج التي انتشرت بين شباب هذا الزمن لتستشري بهذه الصورة التي نشاهدها منذ سنوات، وجعلت قطاعات كبيرة منهم يفضلون المغامرة ويتحملون مخاطرها ظاهرة إعتباطية، بل جاءت بسبب جملة من التراكمات خلفتها الفترات السابقة من حكم نظام البعث وسياسات صدام الخاطئة، والاستهداف الذي طال جميع العراقيين، الى جانب سوء الادارة وتعاقب الازمات والاخطاء التي رافقت الاداء الحكومي.
وختم السيخ الملا كلمته قائلا: ان الرسالة التي نؤكد عليها ونحن في هذا المركز  الثقافي في بلجيكا ، هي إننا كمسلمين يجب أن نعكس الصورة الصحيحة للاسلام المحمدي ، إسلامُ علي والحسين، إسلامُ الاعتدال والتسامح والمحبة والسلام والتعاون.

بدوره أكـد سعادة سفير جمهورية العراق لدى مملكة هولندا الدكتور”هشام العلوي”  في كلمته أن البعثات الدبلوماسية هي رمز للبلد وسيادته، وان السفراء هم ممثلون للحكومة والشعب، مطالباً بأن يكون النشيد الوطني لجمهورية العراق حاضراً في كل المحافل التي يجتمعون فيها  مع أبناء الجالية العراقية الاعزاء.   

وأوضح السفير العلوي في كلمته التي حملت عنوان (الإغتراب بين الهوية والإندماج) أن كلمة الإغتراب تشير إلى عملية الابتعاد عن الوطن، بينما المُغترب هو صفة تُطلق على كل من غادر بلده لأسباب مختلفة، مؤكداً ان من الأنسب ان يكون شعار الاسبوع الثقافي هو  “المغتربون ثروة للأوطان” وليس “الاغتراب ثروة للأوطان” . 

وأضاف سعادته، في مثل هكذا مناسبات وملتقيات يجب أن نحتفي بالهوية الوطنية الجامعة للعراقيين ونؤكد عليها باعتبارها عنواناً للمساواة بين جميع المكونات العراقية، مذكراً بالآية الكريمة ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ” التي طلبت منا ان ننظر الى التنوع الانساني كأساس للتعارف بين الامم والشعوب. 

كما أكد السفير العلوي في كلمته اهمية الاهتمام بالجيل الجديد الموجود داخل العراق او الذي نشأ وترعرع في اوروبا بعيداً عن الوطن، مذكراً بالمسؤولية الملقاة على عاتق العراقيين كأحزاب سياسية ومؤسسات حكومية ومجتمعية، التي تتطلب المشاركة الفاعلة في إنجاح وإنضاج النظام السياسي الجديد ليكون أفضل مما هو عليه الان كمقدمة لبناء عراق مستقر ومزدهر. 

ونوه السفير العلوي الى أن فشلنا في تحمل المسؤولية -لاسمح الله- سيؤثر بشكل سلبي على كل شيء في البلد، وسيكون شبابنا عرضة للضياع والتطرف والارهاب والانغماس في الفساد، وسيكون الكثير منهم أدوات تخريبية بيد جهات اجنبية معادية لاتريد الخير للعراق.

وشدد سعادته في ختام كلمته على ضرورة ان يتعاون الجميع، كلاً حسب مسؤوليته وإمكانياته، للحافظ على الهوية الوطنية والثقافية الجامعة للعراقيين.