رئيس الجمهورية في مؤتمر سفراء العراق: الدبلوماسية العراقية انطلقت من سياسة بلادنا الديمقراطية واستأنفت العلاقات مع كثير من الدول
شارك فخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم السبت 4 تشرين الثاني 2023، في مؤتمر سفراء العراق السابع بعنوان “الدبلوماسية العراقية علاقات دولية مُتوازنة وتنمية اقتصادية مُستدامة” المنعقد ببغداد.
وألقى السيد الرئيس كلمة في المؤتمر، أكّد خلالها أن الدبلوماسية العراقية تمكنت أن تنطلق من سياسة بلادنا الديمقراطية وأن تستأنف العلاقات وتفعّلها مع كثير من الدول للحفاظ على تقاليد التعايش والتعاون ما بين البلدان.
وأضاف فخامته أن سياسة العراق الخارجية قائمة على أسس التعاون لتجاوز الأزمات بالحوار البنّاء وبتغليب المصالح المشتركة وعلى أن يكون العراق فاعلاً في حل الأزمات ومساعداً في خلق بيئة إقليمية متعايشة، مشيرا إلى أن برنامج الحكومة يشدد على الاهتمام بعلاقاتنا مع دول العالم، وهو ما عملنا عليه وبجدية كبيرة في رئاسة الجمهورية، كما عملت عليه الحكومة بدقة وحرص من أجل إبعاد البلد عن سياسات المحاور.
وأكد رئيس الجمهورية أن ما يساعد على الارتقاء بالعلاقات الآن هو النجاح الكبير المتحقق في الوضع الأمني والحرص الذي تبديه الحكومة من أجل تحقيق بيئة جاذبة للاستثمار وردم العوائق البيروقراطية أمام المستثمرين.
وفي ما يلي نص كلمة رئيس الجمهورية:
“السيد محمد شياع السوداني رئيس مجلس الوزراء المحترم..
السيد فائق زيدان رئيس المجلس الأعلى للقضاء المحترم ..
السيد محسن المندلاوي النائب الأول لرئيس مجلس النواب المحترم..
معالي وزير الخارجية السيد فؤاد حسين المحترم..
السيدات والسادة السفراء ورؤساء بعثاتنا الدبلوماسية المحترمون ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحييكم في هذا اللقاء المهم مع السادة رؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية في الخارج، الذي نتمنى أن يكون مثمراً في إطار السعي لتعزيز وترسيخ علاقات العراق بمختلف الدول الشقيقة والصديقة في العالم. وفي الحقيقة، حقق العراق خلال السنوات الماضية تطورات مهمة في مجال العلاقات الدبلوماسية مع مختلف الدول.
لقد نجحنا في تجاوز تراجع العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية مع كثير من الدول الذي وقع بسبب حكم الدكتاتورية التي ورطت البلد بحروب ومشاكل لا حصر لها. وبرنامج الحكومة يشدد على الاهتمام بعلاقاتنا مع دول العالم، وهو ما عملنا عليه وبجدية كبيرة في رئاسة الجمهورية، كما عملت عليه الحكومة بدقة وحرص من أجل إبعاد البلد عن سياسات المحاور، ومن أجل أن تكون المصالح المشتركة واحترام سيادة الدول هما المبدأ الذي تقوم عليه العلاقات.
لقد تمكنت الدبلوماسية العراقية أن تنطلق من سياسة بلادنا الديمقراطية وأن تستأنف العلاقات وتفعّلها مع كثير من الدول من أجل الحفاظ على تقاليد التعايش والتعاون ما بين البلدان.
كما كان دور السادة وزراء الخارجية ما بعد 2003 ودور كبار موظفي الوزارة فاعلاً وحيوياً في ترجمة سياسة الدولة وتحقيق أهدافها في استعادة العلاقات الدبلوماسية وتطويرها وتفعيلها مع مختلف البلدان الصديقة والشقيقة.
اليوم، كما تلاحظون، هو غير ما كنا عليه قبل سنوات.
اليوم لم يعد العراق مصدراً لتهديد أي طرف كما كان عليه في الحقبة الدكتاتورية.
والعراق لم يعد بؤرة مصدّرة للأزمات.
سياسة العراق الخارجية قائمة على أسس التعاون لتجاوز الأزمات بالحوار البنّاء وبتغليب المصالح المشتركة وعلى أن يكون العراق فاعلاً في حل الأزمات ومساعداً في خلق بيئة إقليمية متعايشة بسلام وتعاون.
وعلى هذه الأسس فإن الكثير من الدول أصبحت تعبّر عن حرصها على التقدم أكثر بالعلاقات مع العراق وتقويتها حيثما يمكن التطوير في مجالات سياسية واقتصادية وثقافية وتجارية.
هذا ما نلمسه من موقعنا في جميع زياراتنا واستقبالنا ولقاءاتنا بقادة الدول، وهو موضع ترحيب منا وتقدير واحترام لأي جهد يساعد على الارتقاء بالعلاقات ويدفع بها إلى أمام.
إن ما يساعد على الارتقاء بالعلاقات الآن هو النجاح الكبير المتحقق في الوضع الأمني والحرص الذي تبديه الحكومة من أجل تحقيق بيئة جاذبة للاستثمار وردم العوائق البيروقراطية أمام المستثمرين. هذا ما يساعد على تطوير العلاقات في الجوانب التجارية والاستثمارية ويحفز رؤوس الأموال والشركات والحكومات على التعاون والاستثمار في العراق، في بيئة آمنة ومستقرة ومحفزة على ذلك.
وبموجب هذا فإننا ندعوكم كممثلين لبلدكم وللحكومة في الدول الصديقة والشقيقة إلى المزيد من العمل والانفتاح حيثما تكونون في بلدان عملكم وحيثما تجدون الفرص مناسِبة لتعزيز وتطوير التعاون في أي مجال اقتصادي وسياسي وثقافي، إن إدامة زخم النشاط الدبلوماسي لعراق اليوم هو ضرورة لا بد منها لتقديم صورة حقيقية عن الوضع الجديد المتمثل بتحسن الأمن والاستقرار من أجل تشجيع الإستثمارات وتعزيز فرص جلب رؤوس الاموال الى العراق، وهذا الدور المهم يقع على عاتق كل رئيس بعثة وممثل لبلده في الخارج.
كما ندعوكم من أجل المزيد من الانفتاح على العراقيين المقيمين خارج البلد وإلى تجاوز البيروقراطية في هذه الصلة مع المواطنين حيثما كانوا.
ينبغي لأي سفارة من سفاراتنا أن تكون بيتاً للعراقيين.
هذه من مسؤولياتنا إزاء موطنينا من المقيمين في كثير من الدول ومن المسافرين إلى خارج البلد لأغراض السياحة أو العلاج أو الدراسة أو التجارة والعمل.
إن تطوير المهارات المهنية عامل مهم في النجاح والتقدم في الأداء الوظيفي. وهذا هو ما يجب أن يكون معياراً أساسياً وحاسماً في اختيار موظفي الخدمة الخارجية.
أمامنا الكثير الذي يتوجب أن نركز عليه الجهود، وأعتقد أن وزارتكم، وزارة الخارجية، تمتلك القدرات والكفاءات القادرة فعلاً على التطوير، وبما يساعد على النهوض بالبرنامج الحكومي وبترجمة هذا البرنامج من خلال حسن الأداء وفي ضوء قيمة النتائج المتحققة.
تمنياتي لكم بالنجاح في أداء رسالتكم الوظيفية بأحسن الوجوه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.