ومع بروز الصين والهند إقتصادياً، فإن القوة الآسيوية، إذا جاز التعبير، تتقدم بسرعة لكي تكون ضمن القوى الدولية الأساسية والعظمى، وفي النواحي السياسية والاقتصادية أولاً والعسكرية مستقبلاً، وتلفتنا تأثيرات القوة الآسيوية التي تزداد في خلق كيانات نقدية، إقتصادية وسياسية، وسياستنا الخارجية تأخذ هذا التطور السريع بنظر الاعتبار، إذ لنا مع هاتين الدولتين مصالح كبيرة.
والعراق كدولة نفطية، وعضو مؤسس لمنظمة أوبك ومؤتمره التأسيسي كان في بغداد، مستمر في توثيق العلاقات مع أعضاء هذه المنظمة وأيضاً مع دول أوبك (پلس)، إذ أن الحفاظ على العلاقات بين أوبك وروسيا من جهة والدول النفطية الأخرى خارج أوبك من جهة أخرى، مهم لنا كأهمية الحفاظ على أوبك نفسها.
ومسار التخطيط يقودنا نحو قارة أفريقيا بوصفها واعدة وغير بعيدة عن جغرافية العراق، وهي محطة مهمة لتأسيس علاقات جديدة وقوية ولأسبابٍ متعددة.
سيداتي وسادتي..
إن الحكومة الحالية بقيادة رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني، وضعت في أولوياتها تقديم الخدمات للمواطنين، ومن هذا المنطلق أخذت الوزارة على عاتقها تسريع وتوسيع تقديم الخدمات القنصلية للمواطنين العراقيين في المهجر وفي الداخل، فالعمل على أتمتة الأنظمة الخدمية والفنية في الوزارة والبعثات مستمر على قدمٍ وساق وفي جميع المفاصل التنظيمية لهيكلية الوزارة، ومن هنا تم تسهيل تقديم الخدمات إلى الالاف من المواطنين في القنصليات الموجودة في الخارج وسنستمر بتوسيع وتطوير هذا العمل، وفي الداخل تم فتح العديد من المكاتب القنصلية في مراكز المحافظات، وفي سبيل المثال تم فتح مكاتب التصديقات في البصرة، والنجف، وكربلاء، والأنبار، ونينوى، وأربيل، والسليمانية، صلاح الدين.
وفي مجال خدمة المواطنين في الخارج فإن الوزارة وبالتعاون مع بعض الوزارات الأخرى استطاعت إعادة حوالي أربعة آلالاف من المواطنين من بيلاروسيا وإنقاذهم من الموت الذي كان ينتظرهم على الحدود الرابطة بين بولندا وليتوانيا ولاتفيا، والأمر ذاته في انقاذهم من عصابات الاتجار بالبشر، كما أعادت الوزارة مئات العائلات العراقية المقيمة في السودان وإنقاذهم من نار الحرب الأهلية هناك.
وفي مجال التنمية والاهتمام بالاستثمار في الموارد البشرية، فإن الوزارة تضع معهد الخدمة الخارجية والتطوير والتدريب في جُل اهتماماتها، هذه أمثلة عن مجمل اهتمامات الوزارة في سبيل توسيع دائرة خدماتها وتعظيم استجاباتها.
أما منجزات الوزارة وعملها، فهو أيضاً سيحضى بالعرض المفصل خلال جلسات المؤتمر القادمة بنسخته الحالية.
سيداتي وسادتي…
لايمكن أن أنهي كلمتي الا بالترحم على الاف الشهداء من أبناء غزة، الذين قضوا جراء عدوان سلطة الاحتلال على القطاع، وهنا نؤكد على المسار الذي طرحناه منذ بداية العدوان الإسرائيلي على أهالي غزة، وهو ضرورة العمل مع الدول المؤثرة على وقف العدوان والحرب على غزة، وفتح ممر رفح المصري لإرسال المساعدات الإنسانية وبصورة مستدامة، ثم رفع الحصار عن غزة، والتأكيد على موقفنا الثابت من القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني وحقه تقرير مصيره.
ودمتم ودام العراق آمناً وبعيداً عن آفات الحروب والويلات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.