البيان المشترك للجنة التنسيق العليا العراقية – الأمريكية
تَـرأسَ نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير التخطيط محمد تميم، وفدُ جمهورية العراق، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، وفدُ الولايات المتحدة الأمريكية، اجتماعاً للجنة التنسيق العليا(HCC) بتاريخ 15 نيسان، وفقاً لاتفاقية الإطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة لعام 2008.
وأكد الجانبان على أهميةَ الشراكة الثنائية، ودورَ العراق الاساسي في الأمن والازدهار الإقليميين. وأعرب العراق والولايات المتحدة عن رغبتِهما في تعزيز واتساع العلاقةِ بين البلدين في مجالات استقلال الطاقة والإصلاح المالي والخدمات للشعب العراقي وتعزيز الديمقراطية وسيادة القانون، وتعزيز العلاقات التعليمية والثقافية. كما شارك في الاجتماع ممثلون عن حكومة إقليم كوردستان العراق.
وأكد الوفدان رأيهما المشترك بأنَّ العراقَ يمتلكُ القدرةَ على الاستفادة من موارد الغاز الطبيعي الهائلة، والاستثمار في البنية التحتية الجديدة للطاقة ومصادر الطاقة المتجددة، وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة بحلول عام 2030. وأشادت الولايات المتحدة بالتقدم الذي حققه العراق في مجال تقليل انبعاثات الغاز والعمل على تسويق الغاز المصاحب له، وتُعد إمكانات الغاز الكبيرة في إقليم كردستان العراق عنصراً رئيساً في أمن الطاقة في العراق، كما هو الحال مع زيادة استثمارات القطاع الخاص. ومن أجل السماح للعراق بالإستفادة من تكنولوجيا القطاع الخاص الأمريكي وخبرته الرائدة، أعلن العراق والولايات المتحدة عن توقيع مذكرات تفاهم جديدة لمعالجة الغاز المحترق، وتحويله إلى كهرباء قابلة للاستخدام للشعب العراقي. كما أكد الجانبانِ أهميةَ استئنافِ تصدير النفط عبر خط الأنابيب العراقي التركي.
وأثنت الولايات المتحدة على جهود العراق الكبيرة في زيادة التواصل الإقليمي، لا سيما في مجال ربط الكهرباء مع الأردن، والمملكة العربية السعودية، ودول مجلس التعاون الخليجي. وبعد سنوات من عمل العراق على بناءِ ربطِهِ مع الأردن، فإن العراق يحصل الآن على (40) ميجاوات من الكهرباء للشعب العراقي، ومن شأن المراحل المستقبلية زيادة القدرة إلى (900) ميجاوات.
وأكد العراق أن تعزيز العلاقات القائمة على المصالح المتبادلة المشتركة مع دول الجوار أمر ضروري لتحقيق الازدهار الداخلي، وناقش الجانبان اهتمامَ العراق بالاستخدام السلمي للطاقة النووية، بضمنها التكنولوجيا النووية الناشئة.
وناقش الوفدان التقدم الكبير الذي حققه العراق في تحديث قطاعه المالي والمصرفي، والذي ساهم في توسع علاقات المراسلة مع المصارف في الولايات المتحدة وأوربا، واكدا التزام البلدين وتعاونهما بجهود الإصلاح المالي الجارية والتي ستسمح للعراق بتشجيع الاستثمار الأجنبي، ومواصلة توسيع العلاقات المصرفية الدولية، وستعمل هذه الإصلاحات على مكافحة الفساد ومنع الاستخدام غير المشروع للقطاع المالي العراقي، مما يسمح للمصارف المحلية بالعمل كمحركات للنمو الاقتصادي الشامل. كما اعرب الجانبان عن تصميمهما لتعزيزَ التعاون من خلال خطة مشاركة مُعَـزَّزَة بين وزارة الخزانة الأمريكية والجهات المعنية الأساسية في الحكومة العراقية. وأشار العراق والولايات المتحدة أيضاً إلى أهمية تحسين المناخ الاستثماري في العراق، ومكافحة الفساد، وهما ركيزتان أساسيتان في الجهود الإصلاحية لرئيس الوزراء السوداني.
ومن أجل تطوير القطاع الخاص في العراق، ستقدم شركة تمويل التنمية الدولية الأمريكية (USIDFC) قرضاً بقيمة (50) مليون دولار بتسهيل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) إلى المصرف الوطني العراقي لتوسيع نطاق إقراضه للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمُتناهية الصغر، مع التركيز على الشركات التي لم تكن لديها حسابات مصرفية في السابق، والمشاريع التي تقودها النساء.
وجدد العراق التزامه بجهوده المستمرة للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، وحماية حقوق الملكية الفكرية. كما التزمت الولايات المتحدة بدعم سلسلة من مشاريع برنامج الزائر الدولي القيادي للعراقيين لتطوير الخبرات في هذه المجالات. وبين الجانبان أهميةَ المشاريع الاستراتيجية، ومشاريع البنية التحتية في العراق التي من شأنها دعم التكامل الإقليمي وتعزيز التجارة الدولية.
وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء آثار تغير المناخ الذي بات ملحوظاً لدى الشعب العراقي وتعهدت بمواصلة الدعم لحل أزمة المياه في العراق وتحسين الصحة العامة. وأثنت الولايات المتحدة على عمل اللجنة العليا للمياه لتحسين إدارة الموارد المائية في العراق. ويعتزم البلدان العمل معاً بشكل وثيق في الوقت الذي يعالج فيه العراق موضوع تغير المناخ، وندرة المياه، وايقاف حرق الغاز للحد من انبعاثات غاز الميثان. وأشادت الولايات المتحدة بإطلاق العراق لخطة عمله الوطنية المُرتقبة، وشجعت على إعداد إسهاماتٍ محددة على المستوى الوطني أكثر طموحاً بموجب اتفاقية باريس، قبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة التاسع والعشرين لتغير المناخ. واعربت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) عن التزامها بالعمل مع العراق على مستوى الحكومة المحلية لتحسين خدمات إدارة المياه والنفايات، كما التزمت الولايات المتحدة أيضاً ببرنامج الزائر الدولي القيادي، وبرنامج السفراء لخبراء المياه من أجل تبادل الخبرات الفنية في مجال إدارة المياه والاحتياجات الأخرى.
وأعرب الوفد العراقي عن اهتمامِهِ بالتعاون مع الشركات الأمريكية من أجل تبادل الخبرات في برامج التأمين الصحي، وإدارة المستشفيات، وأبحاث مرض السرطان.
ورحبت الولايات المتحدة بالتزام حكومة العراق في احترام حرية التعبير وفقاً للقانون العراقي على النحو الذي يكفله الدستور العراقي. وناقش الوفدان كيفية دعم الولايات المتحدة للحكومة العراقية بأفضل طريقة لتعزيز العدالة للناجين، وضحايا الإبادة الجماعية التي ارتكبتها عصابات داعش الإرهابية عام 2014 وفقاً لسيادة القانون. كما ناقشَ الجانبانِ أهميةَ استقرارِ سنجار. وجددت الولايات المتحدة عزمها المستمر على دعم العراق في تطوير استراتيجيته الخاصة بالاتجار بالبشر.
وأشادت الولايات المتحدة بالتطورات الإيجابية الأخيرة لدعم مجتمعات الأقليات. كما اشار الجانبان الى التقدم الكبير الذي حققه العراق في إعادة أكثر من (8000) من مواطنيه من مخيم الهول للنازحين في شمال شرق سوريا. وشكرت الولايات المتحدة العراق على التزامه بتسريع وتيرة عمليات الإعادة إلى الوطن.
وفي المحادثات المتعلقة بالتعليم العالي والثقافة، ناقشت الحكومتان الدعم الأمريكي لبرنامج المنح الدراسية الذي أعاد رئيس الوزراء تنشيطه والذي يهدف إلى تعزيز عدد الطلاب العراقيين الذين يدرسون في الخارج، حيث تعتزم حكومة العراق إرسال (3000) طالب للدراسة في الولايات المتحدة من أصل (5000) تخطط لإرسالهم للدراسة في الخارج. كما رحبت الدولتان أيضاً بالمبادرات الرامية إلى توسيع نطاق تعليم اللغة الإنكليزية وتقديم المشورة الطلابية للطلاب العراقيين المهتمين بالدراسة في الولايات المتحدة أو المتجهين إليها.
واستعرض الوفدان أيضاً التقدم المتحقق في جهودهما المشتركة للحفاظ على التراث الثقافي الغني للعراق وتنوعه الديني، وأكدا مجدداً عزمَهُما على مواصلة تسهيل عودة الممتلكات الثقافية العراقية إلى مكانها الصحيح في العراق. وبناءً على ذلك، خلال مدة انعقاد لجنة التنسيق العليا، سهلت وزارة الخارجية نقل قطعة أثرية سومرية قديمة إلى العراق، أعادها متحف “متروبوليتان” “Metropolitan” للفنون في مدينة نيويورك ، والتزمت بعمليات إعادة القطع الأثرية العراقية في المستقبل.
وأكد البلدان على التقدم الذي احرزه العراق في تعزيز أمنه واستقراره وسيادته، وأشارا إلى عزمهما المتبادل لتعميق العلاقات المتينة بين شعبيهما. ورحبت الولايات المتحدة بهذه الفرصة لإعادة تأكيد شراكتها مع العراق وتعزيزها.