كلمة السيّد وزير الخارجيّة فؤاد حسين في المؤتمر الأوّل الذي عقدته وزارة الخارجيّة بالتعاون مع لجنة الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين النيابية
بسم اللّه الرحمن الرحيم
“وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”..
صدقَ اللَّهُ العليُّ العظيم
السَّيِّد رَئِيسَ لَجْنَةِ الشُّهَدَاءِ وَالضَّحَايَا وَالسُّجَنَاءِ السِّيَاسِيِّينَ المُحْتَرَم
السَّادَةُ الوِزَرَاءُ المُحْتَرَمُونَ
السَّيِّدَاتُ وَالسَّادَةُ رؤساء الكُتل وأَعْضَاءَ مَجْلِسِ النُّوَابِ المُحْتَرَمُونَ
السَّادَةُ رُؤَسَاءَ الهَيْئَاتِ الوَطَنِيّةِ المُحْتَرَمُونَ
السَّيِّدَاتُ وَالسَّادَةُ مُمَثِّلُو الوَزَارَاتِ وَالجِهَاتِ الحُكُومِيَّةِ المُحْتَرَمُونَ
جَمْعُنَا الكَرِيمُ …السَّلَامُ عَلَيْكُم.
سَعْياً مِنْهَا فِي احْتِضَانِ مُؤْتَمَرِنَا الأَوَّلِ، وَبِتَنْسِيقٍ وَجُهْدٍ عَالِيَيْنِ، وَتَحْتَ شِعَارِ (قَوَانِينُ العَدَالَةِ الانْتِقَالِيَّةُ بَيْنَ الوَاقِعِ وَالطُّمُوحِ فِي وِزَارَةِ الخَارِجِيَّةِ)، تَحْتَضِنُ وِزَارَةُ الخَارِجِيَّةِ هَذَا المُؤَتَمَرَ وَبِالتَّعَاوُنِ مَعَ لَجْنَةِ الشُّهَدَاءِ وَالضَّحَايَا وَالسُّجَنَاءِ النِّيَابِيَّةِ ، لِتُؤَكِّدَ اسْتِدَامَةَ التَّنْسِيقِ وَتَكَامُلَ العَمَلِ بَيْنَ السُّلْطَتَيْنِ التَّشْرِيعِيَّةِ وَالتَّنْفِيذِيَّةِ،
وَلِنَبْحَثَ مَعًا سُبُلَ تَطْبِيقِ قَوَانِينِ العَدَالَةِ الانْتِقَالِيَّةِ فِي الوِزَارَةِ ، لِتَمْكِينِ الفِئَاتِ المُسْتَهْدَفَةِ فِي التَّشْرِيعَاتِ القَانُونِيَّةِ وَإِنْصَافِهِمْ بَعْدَمَا تَعَرَّضُوا لَهُ فِي مُخْتَلَفِ المَرَاحِلِ وَالتَّحَدِّيَّاتِ الَّتِي وَاجَهَتْ وَطَنَنَا العَزِيزَ، فَكَانُوا وَأَهْلُهُمْ مِمَّنْ لَحِقَهُمْ الضَّرَرُ مِنَ النِّظَامِ البَائِدِ ، وَكَذَلِكَ عَوَائِلُ شُهَدَاء وَضَحَايَا العَمَلِيَّاتِ الإرهابيّة ثُمَّ السُّجَنَاءُ السِّيَاسِيِينَ بِأَصْنَافِهِمْ.
إنَّ هَذَا المُؤْتَمَرَ سَبَقَتْهُ حِوَارَاتٌ وَلِقَاءَاتٌ ، بَيْنَ العَدِيدِ مِنْ أَعْضَاءِ مَجْلِسِ النُّوَّابِ وَقِيَادَةِ الوِزَارَةِ ، وَهُوَ خُطْوَةُ شُرُوعٍ أَمَامَ وَزَارَاتِ الدَّوْلَةِ وَمُؤَسَّسَاتِهَا لِتَنْتَهِجَ ذَاتَ المَسَارِ، وَتُؤَكِّدَ مَبْدَأَ إِنْصَافِ الحُقُوقِ ، آخِذِينَ بِالنَّظَرِ اشْتِرَاطَاتِ بِنَاءِ مُؤَسَّسَاتِ الدَّوْلَةِ وُفْقَ مَعَايِيرَ مِهَنِيَّةٍ وَقَانُونِيَّةٍ، وَمِنْ دُونِ أَنْ يَنْعَكِسَ ذَلِكَ عَلَى كَفَاءَةِ الأَفْرَادِ وَمَا يَنْبَغِي تَوفُّرُهُ فِيهِمْ كَمُوُظَّفِينَ فِي مُخْتَلَفِ المَوَاقِعِ وَالمَهَامِ.
لَقَدْ أَصْدَرَتْ الوِزَارَةُ إِعْمَامًا لِمُوَظَّفِيهَا فِي المَرْكَزِ وَالبَعَثَاتِ العِرَاقِيَّةِ فِي الخَارَجِ مِنْ أَبْنَاءِ هَذِهِ الفِئَاتِ المُسْتَهْدَفَةِ بِقَوَانِينِ العَدَالَةِ الانْتِقَالِيَّةِ مَوْضَوِعِ مُؤْتَمَرِنَا، بِمَلْءِ اسْتِمَارَةٍ تُوَثِّقُ بَيَانَاتِهِمْ بِشَكْلٍ دَقِيقٍ، وَفِيهَا يُتَاحُ لَهُمْ تَدْوِينُ شَكَاوَاهُمْ أَوْ تَسْجِيلُ مُقْتَرَحَاتِهِمْ ذَاتِ الصِّلَةِ، آخِذِينَ بِالاهْتِمَامِ مَا حَصَلُوا عَلَيْهِ مِنْ حُقُوقِهِمْ فِي الوِزَارَةِ طَواَلَ سَنَوَاتٍ مَضَتْ.
إِنَّ لَجْنَةً مُخْتَصَّةً وَجَّهْنَا بِتَشْكِيلِهَا لِمُتَابَعَةِ مُجْرَيَاتِ هَذِهِ الخَطَوَاتِ وَتَصْنِيفِ الشَّكَاوَى وَالمُقْتَرَحَاتِ ، وَبِمَا يُحَقِّقُ شَرْطًا مُوْضُوعِيًا وَمُمْكِنًا لِلْمُتَابَعَةِ وَتَيْسِيرِ مَنْحِ الحُقُوقِ لِأَصْحَابِهَا بِالاسْتِنَادِ إِلَى مَرْجَعِيَّةِ القَوَانِينِ النَّافِذَة.
وَانْطِلَاقًا مِنْ مَبْدَأِ تَكَافُؤِ الفُرَصِ أَمَامَ جَمِيعِ العِرَاقِيّينَ حَرَصَتْ وِزَارَةُ الخَارِجِيَّةِ عَلَى فَتْحِ البَابِ وَاسِعًا لِكُلِّ مَنْ تَنْطَبِقُ عَلَيْهِ شُرُوطُ التَّرْشِيحِ المَنْصُوصُ عَلَيْهَا قَانُونِيًّا المُوَضَّحَةُ فِي الإِعْلَانِ الرَّسْمِيِّ لِكُلِّ مَنْ يَحْمِلُ شَهَادَةً جَامِعِيَّةً أَوَّلِيَّةً ، أَوْ أَعْلَى فِي اخْتِصَاصَاتٍ لَهَا عَلَاقَةٌ بِالخِدْمَةِ الخَارِجِيّة.
وَتَحْقِيقًا لِمَبْدَأِ الشَّفَّافَيَّةِ، أَعْلَنَت الوِزَارَةُ عَزْمَهَا افْتِتَاحَ دَوْرَةَ التَّأْهِيلِ الدُّبْلُومَاسِيِّ الثَّامِنَةَ وَالعِشْرِينَ وَالَّتِي شَمِلَتْ:
– أصحاب الشهادات الأوليّة والعليا من ذوي الشُّهَدَاءِ وُفْقَ قَانُونِ مُؤَسَّسَةِ الشُّهَداءِ رَقم اثْنَيْنِ لِعَامِ ألفينِ وستةَ عَشَرَ.
و السُجَنَاءَ السِّيَاسِيُّونَ وُفْقَ قَانُونِ مُؤَسَّسَةِ السُّجَنَاءِ رَقْم أَرْبَعة لِعَامِ أَلْفَيْنِ وَسِتَّة.
وضَحَايَا العَمَلِيَّاتِ الإِرْهَابِيَّةِ وُفْقَ قَانُون رَقْم سبعةٍ وَخَمْسِينَ لِعَامِ أَلْفَيْنِ وَخَمْسَةَ عَشَرَ.
وَحَيْثُ إِنَّ المَادّةَ الرَّابِعَةَ ثَانِيًا (ب)مِنْ قَانُونِ الخِدْمَةِ الخَارِجِيَّةِ رَقْمِ خَمْسَةٍ وَأَرْبَعِينَ لِعَامِ ألفينِ وَثَمَانِيَةٍ نَصَّتْ عَلَى (أَنْ لَا يِقِلَّ عُمْرُهُ عَنْ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً ، وَلَا يَزِيدَ عَلَى خَمْسٍ وثَلَاثِينَ سنة) ، فَقَدْ اُسْتُثْنِي ذَوُو الشُّهَدَاءِ مِنْ شَرْطِ العُمْرِ لِغَايَةِ خَمْسِينَ سَنَةَ ، عَمَلًا بِقَانُونِ مُؤَسَّسَةِ الشُّهَدَاءِ رَقْمِ اثْنَيْنِ لِعَامِ ألفينِ وَسِتَّةَ عَشَرَ.
لِتَكونَ النسبةُ المُقررةِ لمجموعِ هذه الفئاتِ في الدورةِ الدبلوماسيّةِ الثامنةِ والعشرين،مايعادل الثلاثينَ بالمئةِ من مجموعِ العددِ الكليّ للذينَ سيتمُّ قبولهم.
إنَّ مَسَارَ العَدَالةِ وَالدِّيْمُقْرَاطِيِّة لَا يَكْتَسِبُ وَاقِعِيَّتَهُ مِنْ دُونِ إِنْصَافِ الفِئَاتِ الأَكْثَرِ تَضَرُّرًا وَإِعَادَةِ دَمْجِهِمْ مِهَنِّيًا بِنَحْوٍ يُتِيحُ لَهُمْ فُرْصَةَ التَّقَدِّمِ. وَقَدْ خَطَا مَعْهَدُ الخِدْمَةِ الخَارِجِيَّةِ بِوِزَارَتِنَا صَوْبَ تَحْقِيقِ أَهَدْافَ التَّدْرِيبِ وَبِنَاءِ قُدُرَاتِ جَمِيعِ مُوَظِّفِينَا عَلَى اخْتِلَافِ وَصْفِهِمْ الوَظِيفِي ، عَبْرَ دَوْرَاتٍ لِلْتَأْهِيلِ وَالإِعْدَادِ تَحْقِيقاً لِرُؤْيَةٍ تَنْسَجِمُ وَمَسَارَ الدُبْلُومَاسِيَّةِ العِرَاقِيّةِ وَمَا نَتَوَقَّعَهُ مِنْهَا جَمِيعًا فِي ظِلِّ تَحَدِّيَاتٍ جِسَامٍ، نَحْتَاجُ فِيهَا كُلَّ طَاقَاتِنَا الوَطنِيَّةِ وَنَعْمَلُ فِيهَا عَلَى تَمْكِينِ المَرْأَةِ لِأَنْ تَشْغَلَ المَكَانَ المُنَاسِبَ وَأَنْ تَكُونَ شِرِيكاً فِي العَمَلِ وَالارْتِقَاءِ.
خِتَاماً : أَشْكُرُ السَّيِّدَ رَئِيسَ لَجْنَةِ الشُهَدَاءِ وَالضَّحَايَا وَالسُّجَنَاءِ السِّيَاسِيِّينَ النِّيَابِيَّةِ، وَالشُّكْرُ مَوْصُولٌ لِلسَّادَةِ الوِزَرَاءِ وَرُؤَسَاءِ الكُتل السياسيّة والهَيْئَاتِ وَالمُؤَسَّسَاتِ الحُكُومِيَّةَ، وَأَشْكُرُ رَئِيسَ وَأَعْضَاءَ اللَّجْنَةِ التَّحْضِيرِيَّةِ لِهَذَا المُؤْتَمَرِ لِمَا قَدّمُوهُ مِنْ جُهْدٍ وَمُتَابَعَةٍ لِإنْجَاحِ هَذَا المُؤْتَمَرِ.
وَالسَّلَامُ عَلَيْكُم وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتَهُ.