بيان مشترك بين جمهورية العراق و جمهورية فرنسا (بغداد:16 تموز2020)
قام وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي السيد جان ايف لودريان بزيارة رسمية الى جمهورية العراق يومي 16 و 17 تموز التقى فيها بفخامة رئيس الجمهورية السيد برهم صالح، ودولة رئيس مجلس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي، كما عقد حواراً معمقاً مع نظيره معالي وزير الخارجية السيد فؤاد حسين.
وتأتي هذه الزيارة لتعزيز العلاقات بين جمهورية العراق وجمهورية فرنسا، ومواصلة الحوار المثمر والموسع المبنيّ على روح الصداقة والثقة بين البلدين بشأن القضايا الثنائيّة والإقليميّة والدوليّة ذات الاهتمام المشترك .
في هذه المباحثات اعربت فرنسا عن تضامنها الكامل مع العراق في مواجهة الازمة الصحية الحالية التي تواجهها البلاد، مؤكدةً في الوقت ذاته دعمها له في هذا الظرف العصيب، علماً ان الدعم الفرنسي المقدم الى الجهات العراقية لمواجهة جائحة كورونا (COVID-19) يصل إلى ما يقرب من المليوني يورو، وفي الاطار ذاته اعلن الوزير الفرنسي عن قرب تسليم معدات طبية فرنسية الى العراق في هذا المجال.
على الصعيد الأمني، أكّد الجانبان تصميمهما على الحفاظ على المكتسبات المتحققة في الحرب على داعش الارهابي، واعربا في الوقت ذاته عن القلق من تهديد عودته. كما ثمنت فرنسا ما قدمه العراق من تضحيات كبيرة في حربه على داعش الارهابي، ورحبت بالنتائج الأولية لعمليات ) ابطال العراق( التي تشنها قوات الامن العراقية، ورحب البلدان بالتنسيق العالي بينهما في مجال التعاون الامني، واعربا عن رغبتهما في تطويره بشكل اكبر.
كشركاء في التحالف الدولي لمكافحة داعش الارهابي، عبّر الجانبان عن رغبتهما في استمرار مهمة هذا التحالف في العراق في ضوء الاحترام الكامل للسيادة العراقية مع الأخذ بنظر الاعتبار تعزيز قدرات قوات الامن العراقية في الوقت ذاته.
على الصعيد الإقليمي، اعربت فرنسا عن دعمها للعراق في مساعيه للقيام بدور متوازن في منطقة الشرق الاوسط وشددت على قدرته على المساهمة الكاملة في تحقيق الاستقرار الإقليمي، بينما شدد العراق من جانبه على رغبته في اقامة علاقات سلمية مع جميع دول المنطقة، داعياً بان يكون العراق ملتقى للتعاون وليس للمواجهة.
على صعيد التنمية الاقتصادية، اعربت فرنسا عن إصرارها على مواصلة دعمها المالي للعراق لاعادة الاستقرار في المناطق المحررة من سيطرة داعش الارهابي، علماً ان فرنسا خصصت للعراق في عام 2020مبلغ 20 مليون يورو لدعمه في هذا المجال، كما في مشروع بناء مستشفى في سنجار. وفي هذا الشأن، اعربت فرنسا عن دعمها لجهود الحكومة العراقية في عملية الاعمار واعادة البناء، ورغبتها في تنفيذ الإصلاحات التي تلبي تطلعات الشعب العراقي.
واعرب البلدان عن رغبتهما في تنفيذ المشاريع المهمة بالسرعة الممكنة وخاصةً في قطاعات النقل والطاقة والمياه ومشروع الحكومة الالكترونية. ويمكن الاستفادة من التسهيلات المالية المقدمة من فرنسا الى العراق التي تصل الى مليار يورو في هذا المجال نظراً لأهمية هذه المشاريع لاقتصاد البلد، وللعلاقات الثنائية بين البلدين في المجال الاقتصادي.
على الصعيد الثقافي والجامعي والمجال العلميّ، اثنى البلدان على النشاط الدؤوب للعلاقات الثنائية في هذا المجال، إذ فضلاً عن توقيع برنامج المنح الدراسية الجامعية، فإن هناك مشاريع مهمة تم تنفيذها في شمال البلاد في مدينة الموصل والتي ستنقل جامعتها الى ان تكون جامعة رقمية، كما يشهد المركز الثقافي الفرنسي مرحلة مهمة في قمة ازدهاره، وكذلك مشاريع اخرى في مجال الصحة ماتزال قيد الانشاء.
ومنذ العام2019 ، شهد التعاون بين العراق وفرنسا في هذا المجال توسعاً ليشمل مناطق في جنوب العراق عبر عدة مشاريع طموحة. ويعد المعهد الفرنسي في بغداد مكاناً مهماً للحوار، والدعم للإبداع العراقي، وركيزة أساسية للشباب وتطلعاتهم، ويعمل على توسيع أنشطته لتشمل مناطق العراق كافة بتطوير برامجه الثقافية والتربوية الرقميّة.
ختاماً، اعرب العراق وفرنسا عن عزمهما على المضي قدماً في تعزيز تعاونهما في جميع المجالات من أجل بناء شراكة حقيقية استراتيجيّة بينهما، في ظل الاحترام الكامل للسيادة العراقية، وجعل هذه العلاقة عامل توازن واستقرار في الشرق الأوسط.