الممثل الدائم للعراق لدى الأمم المتحدة يشارك في جلسة طارئة لمجلس الأمن بشأن تهديدات السلم والأمن الدوليين

عقد مجلس الأمن، يوم الأحد الموافق 22 حزيران الجاري، جلسة طارئة لمناقشة تهديدات السلم والأمن الدوليين، والتطورات الأخيرة المتعلقة بالهجمات على المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار الممثل الدائم لجمهورية العراق لدى الأمم المتحدة في نيويورك، الدكتور عباس كاظم عبيد، إلى أن العراق يتابع بقلق بالغ التطورات المتسارعة والخطيرة التي تشهدها المنطقة، وفي مقدمتها التصعيد العسكري المستمر، وما تبعه من هجوم على ثلاثة مفاعلات نووية داخل الأراضي الإيرانية.

وأكد أن العراق يعتبر هذا الهجوم تصعيدًا خطيرًا وتهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الإقليمي والدولي، ويزيد من احتمالية اتساع رقعة الصراع والحرب، مشيرًا إلى أن هذه التطورات تمثل اختبارًا حقيقيًا للنظام الدولي القائم على مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأوضح أن استهداف المنشآت النووية، بغضّ النظر عن الخلافات بشأنها، يشكل سابقة خطيرة تتعارض مع الجهود الدبلوماسية الرامية إلى معالجة الملف النووي من خلال الحوار والضوابط الدولية، خاصة الدور الحيوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وشدّد ممثل العراق على أن استهداف منشآت نووية معلنة يُعد سابقة خطيرة قد تؤدي إلى تسربات إشعاعية كارثية، تتجاوز حدود الدولة المستهدفة، وتشكل تهديدًا مباشرًا لحياة الإنسان والبيئة في الدول المجاورة، بما فيها العراق.

وأعرب الدكتور عبيد في بيانه عن أسفه حيال هذا التطور العسكري، الذي ضيّق الهامش الزمني والفرص الدبلوماسية أمام أي حل سلمي محتمل، ولم يُتح المجال الكافي للمفاوضات والمساعي السياسية لاحتواء التوتر، كما حال دون تمكين الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أداء دورها الفني وفق ولايتها القانونية في التحقق من طبيعة الأنشطة النووية.

وأشار إلى أن المنطقة تمرّ بمنعطف خطير يهدد بإشعال حرب إقليمية شاملة، تترافق مع انتهاكات لسيادة الدول عبر التجاوزات المتكررة للمجالين الجوي والأرضي، فضلاً عن التأثيرات الاقتصادية المدمرة. كما لفت إلى تسجيل خروقات متكررة للمجال الجوي العراقي من قبل أطراف النزاع، معتبرًا ذلك انتهاكًا صارخًا لسيادة العراق ومخالفة لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وجدد الدكتور عبيد تأكيد موقف العراق الرافض لاستخدام أراضيه أو مجاله الجوي لتنفيذ عمليات عسكرية تمس أمن وسلامة أي دولة في المنطقة، ومن أي طرف كان ولأي غاية.

ودعا في ختام كلمته إلى ضرورة استعادة الثقة بالعمل الدولي المشترك، وممارسة مجلس الأمن لدوره الحيوي في حفظ السلم والأمن الدوليين، واحترام سيادة الدول، وتعزيز الحلول الدبلوماسية، وحثّ جميع الأطراف على تجنّب المزيد من التصعيد، حفاظًا على استقرار المنطقة والعالم.