جولة مشاورات سياسية بين العراق وسويسرا في بغداد

عُقدت في مبنى وزارة الخارجية العراقية ببغداد، يوم 28 نيسان 2025، جولة مشاورات سياسية جمعت وكيل وزارة الخارجية لشؤون العلاقات الثنائية، السيد محمد حسين محمد بحر العلوم، مع السفيرة مونيكا شمتس كيرغوز، مساعدة وزير الدولة لشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية السويسرية.
استهل السيد الوكيل اللقاء بالتأكيد على تقدير العراق للدعم السويسري المقدم له على مختلف الأصعدة، معربًا عن تطلع بغداد لتعزيز علاقات التعاون مع سويسرا في شتى المجالات، في ظل التحسن الملموس في الأوضاع الأمنية والنمو الاقتصادي الذي يشهده العراق، مما يفتح آفاقًا واعدة للاستثمار والشراكة.
بحث الجانبان سبل تعزيز التعاون في مجالات التعليم، وبناء القدرات، ونقل الخبرات، خاصة في مجالات النظام المصرفي، وإدارة الموارد المائية، وتطوير قدرات الكوادر الدبلوماسية. كما تم التطرق إلى أهمية معالجة ملف الأموال العراقية المجمدة في سويسرا، والعمل على تسريع الإجراءات المرتبطة بها.
كما شدد السيد الوكيل على أهمية مراجعة التحذير الأمني الصادر عن سويسرا بخصوص السفر إلى العراق، في ضوء التطورات الإيجابية المتحققة في البلاد، داعيًا إلى تفعيل اجتماعات اللجنة العراقية – السويسرية المشتركة، وتسريع إبرام الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الثنائية، وتعزيز التعاون عبر القطاع الخاص من خلال الغرف التجارية في كلا البلدين.
وفي الشأن الإقليمي، استعرض السيد الوكيل سياسة العراق الخارجية المبنية على “الدبلوماسية المنتجة”، التي تهدف إلى تحقيق التكامل الاقتصادي مع دول المنطقة بما يعزز الاستقرار والسلام. وأكد أن بغداد أصبحت مركزًا دبلوماسيًا محوريًا، مشيرًا إلى المشاريع الاستراتيجية الكبرى مثل “طريق التنمية”، والدور الذي يضطلع به العراق كوسيط في حل الأزمات الإقليمية.
من جانبها، أثنت السفيرة مونيكا شمتس على التقدم الذي يحققه العراق، مؤكدة أن استقرار العراق يعد ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة بأسرها، ومعربة عن حرص بلادها على تعزيز العلاقات الثنائية مع العراق.
تناول الطرفان خلال المشاورات أبرز التطورات الإقليمية والدولية، مؤكدين أهمية تعزيز التعاون والتنسيق المشترك، خصوصًا في مجالات مكافحة الإرهاب، ومواجهة التحديات البيئية.
وفي ختام اللقاء، شدد الجانبان على أهمية مواصلة التنسيق لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، مع تكثيف التشاور والدفع بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب، بما يخدم المصالح المشتركة ويسهم في تحقيق الاستقرار والازدهار للمنطقة.