جولة مشاورات سياسية بين وكيل وزارة الخارجية للعلاقات الثنائية ونظيرته الفنلندية في هلسنكي

أجرى وكيل وزارة الخارجية للعلاقات الثنائية، السيد محمد حسين محمد بحر العلوم، في 27 شباط 2025، جولة مشاورات سياسية مع وكيلة وزارة الخارجية الفنلندية للسياسة الخارجية والأمنية، السفيرة أوتي هولوبينين، وذلك في العاصمة هلسنكي.
ورحبت السفيرة هولوبينين بانعقاد هذه الجولة، مؤكدةً التزام بلادها بتعزيز العلاقات مع العراق في مختلف المجالات. من جانبه، أشاد السيد الوكيل بدعم فنلندا للعراق، مشيراً إلى اهتمام العراق بتطوير العلاقات الثنائية، ومستعرضاً البعد التاريخي العريق الذي يجمع البلدين.
وأكد السيد الوكيل خلال المشاورات أن الحكومة العراقية تمكنت من إدارة الأوضاع الداخلية والإقليمية بحكمة، متجنبةً تداعيات الأزمات المتصاعدة من خلال انتهاج سياسة الحوار. كما أشار إلى أن بغداد أصبحت مركزاً دبلوماسياً مهماً في ظل المشاريع الاستراتيجية الكبرى، مثل مشروع “طريق التنمية”، والدور المحوري للعراق في جهود الوساطة لحل النزاعات الإقليمية.
وفي الشأن السوري، تطرق السيد الوكيل إلى التطورات الأخيرة، مشيراً إلى أوجه التشابه بين ما شهدته سوريا مؤخراً وما مر به العراق عام 2003، ومؤكداً ضرورة احترام إرادة الشعب السوري في تقرير مستقبله السياسي. كما حذر من تنامي خطر تنظيم داعش الإرهابي، مشدداً على أهمية تكثيف التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة هذا التهديد المشترك. وفي سياق متصل، جدد السيد الوكيل موقف العراق الثابت والداعم لقيام دولة فلسطينية مستقلة.
واتفق الجانبان على ضرورة مواصلة الجهود الرامية إلى تخفيف التوترات في المنطقة، وتعزيز الدعم الإغاثي والإنساني، إضافةً إلى الدور الحيوي للدبلوماسية في معالجة القضايا الإقليمية. كما شددا على أهمية تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب، والعمل على دعم بناء نظام ديمقراطي في سوريا يعكس التنوع المجتمعي ويحترم حقوق الإنسان وحقوق المرأة.
من جانبها، أشادت السفيرة هولوبينين بالتحسن الكبير الذي يشهده العراق على الصعيدين الأمني والاقتصادي، وأعربت عن رغبة فنلندا في تعزيز التعاون الاقتصادي مع العراق. وفي هذا الإطار، دعا السيد الوكيل الجانب الفنلندي إلى إعادة النظر في تقييم الوضع الأمني في العراق، مشيراً إلى أن تحذيرات السفر الحالية لا تعكس التطورات الإيجابية التي شهدها البلد. كما دعا إلى عقد اجتماعات اللجنة العراقية – الفنلندية المشتركة، وحثّ الحكومة الفنلندية على تشجيع الشركات الفنلندية لتوسيع استثماراتها في السوق العراقية الواعدة.
وفي ختام اللقاء، أكد الجانبان أهمية استمرار التنسيق والمتابعة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وتعزيز الحوار المشترك بما يسهم في تحقيق المصالح المتبادلة للبلدين الصديقين.
