نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية فؤاد حسين يعقد مؤتمراً صحفياً مع نظيره التركي في أنقرة

عقد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية العراقي، السيد فؤاد حسين، مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع نظيره التركي هاكان فيدان اليوم الخميس، الموافق 15 آب 2024، في العاصمة التركية أنقرة. خلال المؤتمر، أشار السيد حسين إلى أهمية وضع اللمسات الأساسية على مذكرات التفاهم المبرمة بين البلدين، والبالغ عددها 27 مذكرة، التي نتجت عن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى العراق. وأكد الوزير ان تفعيل هذه المذكرات يتطلب متابعة مستمرة من الطرفين.

وأعرب السيد حسين عن سعادته بالتقدم المحرز في العمل المشترك بين الفريقين العراقي والتركي، مشيراً إلى أن العمل يوم أمس وصل إلى مستوى عالٍ من التنسيق، حيث تم تهيئة اللجان المختصة وتقسيمها وفقًا للقطاعات المختلفة. وأضاف أن العلاقات بين العراق وتركيا ذات طابع تاريخي وجغرافي، وتشمل مجالات متعددة.

وأوضح أن اللجان المشتركة تتعلق بمجالات المياه، الأمن، الطاقة، النقل، الشباب والرياضة، التعليم، التجارة، والاقتصاد. وشدد على أن عمل هذه اللجان يعد ضرورياً لتوسيع وتعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، وستبدأ اللجان عملها فور دراسة مذكرات التفاهم وتحويلها إلى واقع عملي.

وفي نقاشه مع وزير الخارجية التركي، تم التطرق إلى قضايا عدة، أبرزها كيفية مكافحة الجريمة، خاصة العابرة للحدود. وأشار إلى أن البلدين يتعرضان لهجمات من قبل منظمات الجريمة المنظمة، بما في ذلك التهريب والاتجار بالبشر، مؤكداً على ضرورة التعاون لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة.

كما تطرق إلى ظاهرة المخدرات، مؤكداً أنها جديدة على المجتمع العراقي ولا يمكن معالجتها إلا من خلال تعاون مشترك بين دول المنطقة، بما في ذلك العراق وتركيا.

وأعرب الوزير عن سعادته بإطلاق سمات الدخول المشتركة اعتباراً من شهر أيلول المقبل، مشيراً إلى أن هذه الخطوة ستسهم في تفعيل الفعاليات الاقتصادية بين البلدين.

وفيما يتعلق بمذكرة التفاهم حول التعاون العسكري والأمني، والتي وقعها وزيرا الدفاع من البلدين، أشار السيد حسين إلى أن هذه الاتفاقية هي الأولى من نوعها بين العراق وتركيا. وأكد التزام العراق بدستوره، مشيراً إلى أن أي تحرك على أراضي العراق ضد أي دولة أخرى يعتبر خرقاً للدستور. كما أشار إلى أن منظمات إرهابية تشكل تهديداً للمجتمع العراقي.

وبخصوص معسكر بعشيقة، أوضح السيد حسين أنه تم التوصل إلى تفاهم حول تحويله إلى معسكر تدريبي، وأن المسؤولية الكاملة ستقع على عاتق القوات المسلحة العراقية. كما تناول موضوع تواجد عناصر حزب العمال الكردستاني في قنديل، مخمور، وسنجار، مؤكداً خطورة هذا التواجد على المسيرة الديمقراطية والمجتمع العراقي.

وأشار إلى أن المجلس الوزاري للأمن الوطني قرر وضع حزب العمال في قائمة الأحزاب المحظورة،كما قررت الهيئة القضائية للانتخابات في العراق حل ثلاثة احزاب سياسية لارتباطها بحزب العمال. واتخذت الحكومة قرارات سياسية وحكومية تجاه هذا الموضوع، مؤكدة على أن أنشطة هذه المنظمات غير مقبولة داخل العراق.

وعبر السيد حسين عن قلق الحكومة العراقية العميق إزاء حالة التوتر في المنطقة، خاصة الحرب على غزة، والتدمير الذي تشهده، وقتل الأبرياء. وأكد أن الحكومة العراقية تتطلع إلى وقف إطلاق النار، إلا أن الواقع يشير إلى استمرار الحرب. وأوضح أن مواقف العراق وتركيا في هذه القضية والقضايا الأخرى متقاربة.

وفي ختام تصريحاته، أكد السيد حسين أن التوتر في المنطقة ما زال مستمراً ، خاصة بعد اغتيال القائد هنية في طهران. وشدد على أن العراق، الذي ذاق مرارة الحروب لعقود طويلة، يسعى إلى إبعاد المنطقة عن النزاعات المسلحة، مؤكداً رفضه لأي تدخل عسكري. وأضاف أن العراق يعمل مع المجتمع الدولي لايقاف إسرائيل عن عدوانها، وأن يتم تجنب المزيد من التصعيد في المنطقة.