العراق يشارك في الجلسة الاستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الوضع الإنساني في غزة

شارك القائم بالأعمال المؤقت للممثلية الدائمة لجمهورية العراق لدى الأمم المتحدة في نيويورك، د. عباس كاظم عبيد، في الجلسة الاستثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة، وألقى بيان العراق بعد صدور قرار الجمعية العامة في هذه الجلسة المعنون ((حماية المدنيين والتمسك به الالتزامات القانونية والإنسانية)) ورحب في صدور القرار واعتماده من قبل الجمعية مع التحفظ على بعض العبارات المتضمنة في القرار تماش مع موقف العراق الثابت في دعم القضية الفلسطينية، وأشار في البيان إلى أنه منذ أن بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي شن عدوانها قبل أكثر من شهرين ضد أبناء الشعب الفلسطيني والقيام بمجازر وحشية من خلال استخدامه شتى أنواع الأسلحة والقصف العشوائي وتدمير البنية التحتية والمدارس والمستشفيات ودور العبادة والمساكن، لم يتمكن مجلس الأمن من ممارسة مسؤولياته القانونية في حفظ السلم والأمن واعتماد قرار من المجلس ولعدة مرات لإيقاف القتل الممنهج التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي الأمر الذي أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني والوصول إلى كارثة إنسانية حقيقية كما وصفها الأمين العام للأمم المتحدة بأنها حالة غير مسبوقة ستؤدي إلى تبعات ونتائج تؤثر على السلم والأمن الإقليمي والدولي، مثمنا دور الوكالات الإنسانية للأمم المتحدة التي أوفت بولايتها وتواجد موظفيها في الميدان وما قدموه من مساعدات واستمرارهم بأعمالهم الإنسانية في الظروف الصعبة وتجاهل قوات الاحتلال الإسرائيلي نداءاتهم لوقف إطلاق النار وإيقاف هذه الكارثة الإنسانية، مشيرا إلى أن حكومة جمهورية العراق أعربت عن تقديرها للسيد الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيرش على موقفه المبدئي والواضح والمتضمن في رسالته الموجهة إلى مجلس الأمن بشأن ما يحدث من انتهاكات صارخة في قطاع غزة وقيامه بتفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، مؤكدا على موقف العراق الذي أشار إلى أن  الكوارث الإنسانية التي حصلت بسبب هذا العدوان أدت إلى مأساة إنسانية تستدعي تدخلا دوليا عاجلا لوقفها، مع ضرورة تكاتف جميع الجهود الدولية والشعور بالمسؤولية من أجل عدم انزلاق الأحداث وامتدادها إلى ما لا تحمد عقباه، مضيفا أنه ما حصل في قطاع غزة من أحداث منذ يوم 7 تشرين الأول لا يمكن فصلها عن تراكمات اغتصاب الحقوق المشروعة والانتهاكات المستمرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وحملات الاعتقال والاستيلاء على الأراضي وانتهاك المقدسات التي امتدت لأكثر من سبعة عقود دون رادع، موضحا ان عدد الدول التي تقدمت برعاية القرار وصل 104 دول وان بلوغ عدد الدول التي صوتت لصالح القرار بلغ 153 دولة يعكس الدعوة العالمية وإرادة غالبية الدول الاعضاء لوقف إطلاق النار وانقاذ الأرواح وإيقاف الكارثة الإنسانية اليومية التي لا يمكن وصفها بأية كلمات لحجم خطورتها، وطالب المجتمع الدولي باتخاذ التدابير اللازمة لمحاسبة الكيان الإسرائيلي على جرائمه الوحشية، مضيفا أنه في الوقت الذي يدين للعراق بشدة الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي يؤكد على أنه لا يمكن في ظل هذه الظروف والتصعيد أن تتحول القضية الفلسطينية من قضية أحتلال وحقوق مشروعة منتهكة واختزالها إلى قضية مساعدات إنسانية فقط، وطالب المجتمع الدولي اتخاذ التدابير اللازمة لأنهاء المعاناة المستمرة، داعيا المجتمع الدولي بما يمليه عليه الشعور بالمسؤولية والتضامن الإنساني بمطالبة الكيان الإسرائيلي بوقف عدوانه والامتثال إلى القرارات الدولية، وفي الختام جدد موقف حكومة وشعب جمهورية العراق في مساندة الشعب الفلسطيني وبما يقرره في تحقيق تطلعاته وحقه في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية على أرض فلسطين.