كلمة وزير الخارجية محمد علي الحكيم في اجتماع الجامعة العربية على المستوى الوزاري

معالي الاخ يوسف بن علوي بن علوي، الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عُمان الشقيقة، رئيس مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية.

معالي وزراء الخارجية العرب المحترمون

معالي الاخ أحمد ابو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

يسعدني في البداية أن أتقدم لكم بخالص التهاني والتبريكات بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

اصحاب المعالي:

نجتمع اليوم في ظل تحديات وظروف استثنائية، ناجمة عن المخاطر التي يتعرض له العالم أجمع من جراء تفشي وباء فايروس كورونا، ونسأل الله العلي العظيم أن يجنب أمتنا والعالم أجمع مخاطر تفشي هذا الوباء الذي لا زال يشكل خطراً كبيراً على الانسانية جمعاء.

ان التحدي الذي تواجهه امتنا العربية وقضيتنا الفلسطينية لا يقل خطورةً عن التحدي العالمي المتمثل في فايروس كرونا، ففي الاونة الاخيرة تكررت التوجهات العدوانية للكيان الاسرائيلي الغاصب المدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، والهادفة الى تسويف الحقوق الفلسطينية المشروعة غير القابلة للتصرف،

إذ بحث مجلسكم المؤقر هذا في دورات إعتيادية وإستثنائية، إعلان رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني نيته ضم أراضٍ من الضفة الغربية المحتلة وغور الاردن إلى كيانه الغاصب، وبَحثَ المجلس أيضاً متغيرات الموقف الامريكي بشأن إعتبار الاستيطان الاسرائيلي في أرض دولة فلسطين المحتلة غير مخالف للقانون الدولي. وكان فخامة الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية قد حضر دورة المجلس الإستثنائية التي عُقدت في الاول من فبراير/شباط الماضي لمناقشة خطة الرئيس الامريكي دونالد ترامب بشأن عملية السلام في الشرق الاوسط، أو ما أطلق عليه بصفة القرن، إذ أجمعت الدول العربية على رفض تلك الخطة، ووضعت الخطط المناسبة للتحرك في إطار منظومة المجتمع الدولي.

واليوم يكرر الكيان الاسرائيلي الغاصب محاولاته مدعوماً بالولايات المتحدة الامريكية، ومستغلاً إنشغال العالم بجائحة كرونا، ليعلن النيه حول تنفيذ مخطط لضم الضفة الغربية أو أجزاء منها الى كيانه الغاصب، مدعوماً بتصريحات من وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو.

ان مجلسنا المؤقر مطالب اليوم بإتخاذ خطوات عملية جادة من خلال توجيه رسالة واضحة الى المجتمع الدولي للضغط على الكيان الاسرائيلي وحلفائه للكف عن مثل هذه الاستفزازات التي تزيد المشهد تعقيداً، وتغذي الاصوات والتوجهات المتطرفة في المنطقة، وكذلك مطالبة الولايات المتحدة بأن تكون وسيطاً نزيهاً ومحايداً في قضايا المنطقة.

أصحاب المعالي

إن حكومة بلادي تدعم توجهات وقرارات مجلسكم المقرر التي تؤكد على ضمان حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمته اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة، وإن تحقيق الاستقرار في المنطقة لن يتحقق دون إيجاد حل عادل ودائم لقضية فلسطين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.

ندعو الله العلي العظيم أن يمن على أمتنا العربية والاسلامية بموفور الصحة والسلامة، وأن يجنب العالم أجمع مخاطر جائحة كورونا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                                                                     محمد علي الحكيم

   وزير خارجية جمهورية العراق

                                                                    30نيسان-ابريل2020