فؤاد حسين: سياستنا الخارجية مبنية على خلق التوازن والتهدئة وإبعاد العراق عن النزاعات والحروب

ألقى نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية العراقي، السيد فؤاد حسين، يوم الثلاثاء 22 تشرين الأول 2024، محاضرة في المعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية الكرواتية في العاصمة زغرب.

استهلت وكيلة وزارة الخارجية الكرواتية للشؤون الأوروبية، السيدة أندريا ميتيلكو زكومبج، الفعالية بتقديم نبذة عن المسيرة السياسية للسيد فؤاد حسين، مشيدة بدوره في تطوير السياسة الخارجية العراقية.

وفي بداية محاضرته، أشار الوزير فؤاد حسين إلى أهمية اللقاءات التي عقدها مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكرواتيين، واصفاً إياها بالمثمرة والبناءة. وأوضح أن هذه الاجتماعات وضعت أهدافاً واضحة لتعزيز العلاقات الثنائية بين العراق وكرواتيا، مشيراً إلى أن التعاون المستقبلي لن يقتصر على الحكومات، بل سيمتد ليشمل القطاع الخاص أيضاً.

وأكد الوزير أن العراق يطمح إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، خاصة وأنه يُعد دولة نفطية كبرى، حيث ينتج حوالي 4.2 مليون برميل يومياً، ويتم استهلاك نحو مليون برميل من المنتج الكلي محلياً. مضيفاً أن العراق سيصبح قريباً دولة منتجة للغاز، ولديه احتياطيات هائلة من النفط، التي تضعه في المرتبة الثانية بعد السعودية من حيث الاحتياطي النفطي.

كما استعرض حسين الإمكانات السياحية والزراعية التي يتمتع بها العراق بفضل نهري دجلة والفرات، مشيراً إلى أن العراق يمكن أن يكون وجهة سياحية بارزة بفضل ما يملكه من معالم تاريخية عريقة ومواقع دينية مقدسة تستقطب سنوياً ما بين ثمانية إلى عشرة ملايين زائر.

وتطرق الوزير إلى التحديات الأمنية التي واجهها العراق، مسلطاً الضوء على معركته مع تنظيم داعش، الذي سيطر على ثلث الأراضي العراقية في مرحلة سابقة. وأكد أن تضافر جهود الشعب العراقي بمختلف مكوناته، إلى جانب الدعم الدولي، كان له دور حاسم في القضاء على الإرهاب، مشيراً إلى أن العراق منذ عام 2017 يشهد استقراراً ملحوظاً، مع تركيز الحكومة على بناء الاقتصاد وتعزيز الأمن والسلام.

وأعرب الوزير حسين عن قلقه إزاء الأوضاع المتأزمة في المنطقة، ولا سيما الحرب في غزة ولبنان، محذراً من تهديدات توسيع رقعة الحرب إلى دول أخرى، والتي قد تؤدي إلى خطر على الأمن والسلم الإقليمي والدولي. وأوضح أن استمرار هذه الحروب سيكون له تداعيات خطيرة على الاقتصاد العالمي، مستشهداً بالأزمة الأوكرانية التي أدت إلى ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية.

وأشار إلى أن العراق يتبنى سياسة التوازن والتهدئة في المنطقة، مؤكداً أن بلاده شاركت في جهود الوساطة بين العديد من الدول، وأصبحت جزءاً من الحل في المنطقة. وشدد الوزير على أهمية تحقيق السلام والاستقرار، مؤكداً أن العراق، بعد عقود من الحروب، يسعى الآن إلى إحلال الأمن وإرساء السلام، خاصة أن أجيالاً عديدة من العراقيين نشأت في ظل الحروب والصراعات.

وفي ختام محاضرته، دعا الوزير المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده لوقف الحروب في المنطقة، محذراً من التبعات الاقتصادية والسياسية في حال استمرار الصراعات، ومؤكداً أن العراق سيواصل دوره الفاعل في السعي نحو السلام والاستقرار.