مشاركة السفير العامري في مؤتمر مؤسسة جمعية “السياسة الخيرية”
إستجابة لدعوة مؤسس ورئيس جمعية “السياسة الخيرية” الأستاذ الفريدو لوجاني، شارك سفير جمهورية العراق لدى الكرسي الرسولي رحمن فرحان العامري في المؤتمر الذي أعد لمناقشة الفصل الخامس من رسالة البابا فرنسيس العامة “كلنا اخوة”تحت عنوان “السياسة الأفضل” بتاريخ 2022/10/12 ، إضافة الى كل من عميد مجمع عقيدة الإيمان الكاردينال لويس فرانشيسكو لداريا وسفير جمهورية المانيا الإتحادية لدى الكرسي الرسولي السيد بيرنارد كوتش.
وناقش السفير العامري في محاضرته الموسومة بــ “السياسة المثلى وفق المنظور الإسلامي كجزء من قراءة في الفصل الخامس من الرسالة البابوية كلنا إخوة”، الرؤية الإسلامية للسياسة المُثلى بالإستناد الى مصادر التشريع الاسلامية الاساسية (القرآن الكريم والسنة النبوية) وسير الصالحين، مبيناً أن غاية السياسة المثلى هي تحقيق الخير والرفاهية لأبناء المجتمع الواحد بغض النظر عن لونهم ودينهم ومعتقدهم وعرقهم، موضحاً ان القران الكريم زاخر بالمعاني التي تدعو الى الخير وتأصيل هذا المفهوم من خلال تأكيد التكرار عليه بأكثر من مئة وثمانين مرة في القران الكريم. كما ناقش في محاضرته سنة النبي الاكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الفعلية والقولية التي رسم بها الضوابط التي ينبغي ان تكون عليها السياسة في وقت السلم والحرب.
كما إستعرض سعادته في كلمته انموذجاً من نماذج السياسية المثلى المشرفة لأحد قادة الاسلام وهو علي بن ابي طالب عليه السلام من خلال إستعراض قبساتٍ من عهده الى مالك إبن الأشتر النخعي وإختتمها بمقولة للإمام علي (عليه السلام): (الناس صنفان اما اخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)، مسلطاً الضوء في توصيات محاضرته على اهمية أن تَحتكم السياسة والسياسيون الى قواعد المُثل العليا في التعامل لان الابتعاد عنها يجعل المجتمع البشري يَجتر الإستنكار والإدانة للوعات أذاقت الضمير الانساني دون أن يتخذ خطوات فعلية لمعالجة ما يعانيه عالمنا في الوقت الحاضر.
بعدها سلط الكاردينال لداريا الضوء على السياسة التي يحتاجها عالمنا اليوم، مستشهداً بعمل المنظمات الكاثوليكية الخيرية ومركزية السيد المسيح في الكتاب المقدس وأقواله وأعماله وخاصة الجوانب التي تتمركز حول حفظ كرامة الإنسان وتعاضد السيد المسيح مع الفقراء، مبيناً أهمية القضاء على الفقر وحماية حقوق الإنسان، ومختتماً حديثه بدعوة جميع ذوي النوايا الحسنة وخاصة الأمم المتحدة لتعزيز قوة القانون والإهتمام في تربية الأجيال القادمة لحماية الفقراء والمعوزين.
كما كانت هناك مداخلة للسفير الألمانيإنصبت على العلاقات التي تربط المانيا بالكرسي الرسولي، والمواضيع ذات الاهتمام المشترك، منها مساعدة الفقراء والحفاظ على الخليقة وإحترام البيئة وبناء المستقبل مع المهاجرين واللاجئين ومكافحة الإتجار بالبشر، مبيناً دور جمهورية ألمانيا ومعاهداتها المشتركة مع الأمم المتحدة بشأن الشرعة الدولية لحقوق الانسان ومناهضة العنصرية وإحترام الحريات وحقوق المعوقين.