السفيرة تحضر لقاء المجموعة الآسيوية في الجامعة الحبرية أوربنيانا
شاركت سفيرة جمهورية العراق لدى الكرسي الرسولي (الفاتيكان) الدكتورة آمال موسى حسين يرافقها موظفو السفارة في الندوة الحوارية التي نظمها سفراء المجموعة الآسيوية المعتمدون لدى الكرسي الرسولي (الفاتيكان) بتاريخ 2019/6/18 في جامعة (أوربنيانا) الحبرية تحت عنوان: (الحوار بين الأديان: آفاق جديدة من آسيا) لمناقشة الوثيقة البابوية حول الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك التي وُقّعَتْ من قبل شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والبابا فرنسيس في أبو ظبي بتاريخ 4/2/ 2019 ، وحضر الندوة وزير خارجية الفاتيكان (المونسنيور بول ريتشارد غالاغر) وممثل رئيس المجلس الحبري للحوار بين الأديان المونسنيور ماركوس سولو ومدير ومؤسس المعهد الدولي للدراسات الإسلامية في المملكة المتحدة الدكتور محمد علي شومالي، وبيّن المونسنيور غالاغرـــــ عند إلقائه الكلمة الختامية للندوة ــــ أن الحوار بين الأديان يعني التلاقي في المساحة الهائلة للقيم الروحية والإنسانية والإجتماعية المشتركة، وعلى المؤمنين إستثماره في نشر الأخلاق والفضائل التي تدعو إليها الأديان، وتجنب الأحكام المسبقة والجدل العقيم، موضحاً أن العلاقة بين الشرق والغرب هي ضرورة لكليهما، لا يمكن الإستعاضة عنها أو تجاهلها، ليغتني كلاهما من الحضارة الأخرى عبر التبادل وحوار الثقافات. وأعطى الدكتور محمد شومالي خلاصة عن نظرة الإسلام في الخلق من وحي الآيات القرآنية الكريمة وخاصة فيما يخص رسالة الرسول (ص) بقوله تعالى: ( وما أَرْسَلنَاك إِلا رَحْمَة للعَالَمين )، مبينًا أن الإرهاب البغيض الذي يهدد أمن الناس، سواء في الشرق أو الغرب، ليس نتاجًا للدين بل هو نتيجة لتراكمات المفاهيم الخاطئة لنصوص الأديان لذا يجب إدانة التطرف بكل أشكاله، مضيفًا الى أن نظرة الله للخلق واضحة كقوله تعالى: ( يَا أيُها الناس إِنَا خَلَقناكُم مِن ذَكرٍ وَأنْثَى وَجَعلناكم شُعوباً وَقَبائل لِتَعارفُوا إن أَكرَمَكُم عِندَ اللّهِ أَتقاكُم إِن اللّه عَلِيم خَبير )، مختتمًا حديثه بإبداء قناعته الراسخة بأن التعاليم الصحيحة للأديان تدعو إلى التمسك بقيم السلام وإعلاء قيم التعارف المتبادل والأخوة الإنسانية والعيش المشترك، وتكريس الحكمة والعدل والإحسان. وهدفت مداخلات ممثلي الدول الآسيوية إلى إعطاء صورة للمفهوم التكاملي بين الأديان في بلدانهم من خلال بناء هوية وطنية مشتركة وتأسيس منتديات للقاء والوئام والحوار الديني لنشر الإحترام المشترك بين أفراد الشعب الواحد.
وفي نهاية الندوة قدَّمت البلدان المشاركة بضمنهم العراق الأكلات الشعبية الخاصة بكل بلد، حيث تقاسم الجميع الموائد والأطباق المختلفة التي عبّرت عن تقاليد وثقافات مختلفة كرمز للتعايش، وإستثمرت السفيرة د. آمال موسى حسين هذه الفرصة لإعطاء صورة حقيقية عن الإطار العام للتعايش التاريخي السلمي بين مختلف المكونات العراقية ووحدتهم في دحر تنظيم داعش الإرهابي.