“العلاقات العراقية الايطالية: تعاون مشترك ونمو متواصل وجسور بين حضارتين”عنوان مقال لسعادة السفيرة السهيل في مجلة السياسة والعلاقات الدولية والاقتصاد Dimensione Informazione
نشرت مجلة السياسة والعلاقات الدولية والاقتصاد والمتابعة بشكل واسع من اصحاب القرار في ايطاليا Dimensione Informazione في اصدارها لشهر حزيران 2020 مقال لسعادة السفيرة صفية السهيل تحت عنوان”العلاقات العراقية الايطالية”تعاون مشترك ونمو متواصل وجسور بين حضارتين”. وفي ادناه نص المقالة مترجم للغة العربية
ان الإرث الحضاريُّ والموروث الثقافي و التأريخيُّ والانساني للعراق وإيطاليا مهد و يمهد لبناء شراكات راسخة وجسور من التعاون الفاعل والمثمر ما بين ابناء حضارة بلاد ما بين النهرين واحفاد حضارة سومر وبابل وآشور وكلدان مع ابناء الحضارة الرومانية واحفاد حضارة روما القديمة التي تُعدُ من أقدم وأعرقِ واهم الحَضاراتِ الإنسانيةِ القديمة في العالم . تاسست العلاقات الدبلوماسية بين العراق وإيطاليا في التاريخ الحديث بعد دخول العراق بعصبة الامم ايام العهد الملكي العراقي في ثلاثينيات القرن الماضي. وتعود العلاقات إلى عام 1931م حينما بادرت إيطاليا لفتح قنصلية لها في بغداد وعينت الدبلوماسي الايطالي غوليالمو روللي ، تلاها بعد دخول العراق بعصبة الامم في ٤ اكتوبر ١٩٣٢ افتتح العراق مكتبا دبلوماسياً له في روما و عين الدبلوماسي العراقي الوزير المفوض مزاحم الباجه جي رئيسا للبعثة والذي اصبح لاحقا وزيرا لخارجية العراق ، و قطعت بعدها العلاقات الدبلوماسية في الحقبة الموسولينية من عام ١٩٣٥ وأعيدت ما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في ايطاليا عام ١٩٤٥ ليرتفع بعدها التمثيل الدبلوماسي بين البلدين لمستوى سفير وعينت ايطاليا عام ١٩٥٤ اول سفير لها بالعراق وهو السيد ميكيلي لانزا عين العراق عام ١٩٦٠ الدبلوماسي المخضرم بهاء عوني اول سفير له بإيطاليا . ولقد شهدت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في العقود الماضية تحولات عديدة بسبب حرب الخليج الاولى بين العراق و ايران (١٩٨٠-١٩٨٨) واجتياح صدام حسين للشقيقة الكويت عام (١٩٩٠ ) وحرب الخليج الثانية (١٩٩١) والثالثة ( ٢٠٠٣) والتي احدثت تغييرات في العلاقات ما بين البلدين وأدت الى نقطة تحول لمرحلة جديدة شاركت على اثرها ايطاليا مع التحالف الدولي المكون من ٥٤ دولية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية في عمليات تغيير النظام العراقي الديكتاتوري عام ٢٠٠٣ والتي مكنتها من دور قيادي و مشاركة وحضور مباشر وفعال على مختلف الصعد داخل العراق وذلك من خلال تواجدها السياسي والعسكري والأمني الى جانب الحضور الاقتصادي في ملف الطاقة و النفط و دورها في تعزير امن واستقرار مدينة الناصرية ودعمها لمشاريع احياء أهوار العراق وإحياء المنطقة وايعادتها لطبيعتها التي تتميز بانها فينسيا الشرق ، وببناءها لعلاقات صداقة وتعاون مع السكان المحليين في الأماكن التي تواجدوا بها و تقديمهم لمشاريع إنسانية وخدمية وبيئية وثقافية وآثارية ، هذا الى جانب تضحياتهم بالأرواح و الدماء التي امتزجت مع الدماء والدموع العراقية عند استهداف المقر العام للكرابينيري “الدرك الايطالي” بالناصرية في ١٢ نوفمبر ٢٠٠٣ من تنظيم القاعدة الإرهابي “جماعة التوحيد والجهاد” الذي أدى الى استشهاد ١٨ جندي إيطالي ومدني واحد ، و ٩ شهداء من المدنيين العراقين وجرح ١٠٣ أشخاص من ضمنهم ٢٠ جنديا إيطاليا، والتي كانت من ضمن سلسلة من الهجمات الإرهابية ضد مقرات الامم المتحدة والصليب الاحمر الدولي وغيرها من مواقع التحالف الدولي وبعض السفارات التي كان لها الدعم الأساسي في مساعدة العراق في بناء نظامه ومؤساتته الديمقراطية بعد ٢٠٠٣. ان التعاون الثنائي بين إيطاليا والعراق بنمو متواصل على المستويين الرسمي والشعبي، ولقد شهدت السنوات الماضية افتتاح قنصلية فخرية لإيطاليا في البصرة وقنصلية عامة في اربيل عام ٢٠١٤ فضلا عن سفارتي البلدين في بغداد وروما ، و تميزت العلاقات بتوقيع اتفاقية صداقة وشراكة و تعاون بين حكومة جمهورية العراق وحكومة الجمهورية عام ٢٠٠٨ ، وتشكيل لجان صداقة برلمانية مكتملة الاعضاء من مجلس النواب العراقي و مجلسي النواب والشيوخ الايطاليين عام ٢٠٢٠ ، وزيارات عمل وتعاون عديدة للحكومات المتعاقبة منذ عام ٢٠٠٣ ومن على كافة المستويات كان اخرها زيارة رئيس جمهورية العراق لروما في كانون ثاني ٢٠٢٠ وزيارة رئيس الوزراء الايطالي جوسيبي كونتي لبغداد عام ٢٠١٩ و وزيارة وزير الدفاع الايطالي لورنتزو غويريني لبغداد شباط ٢٠٢٠. و كان من المتوقع استقبال بغداد لوزير خارجية ايطاليا لويجي دي مايو في شهر نيسان الماضي بزيارة عمل رسمية تتزامن مع اجتماعات الدورة الرابعة للجنة العراقية – الايطالية الثنائية المشاركة في بغداد وانعقاد اجتماعات لتأسيس مجلس اقتصادي مشترك الى جانب امكانية عقد لقاء مشترك للجان الصداقة البرلمانية في اروقة مجلس النواب العراقي ، الا ان مع الأسف تطورات وتداعيات عدوى فيروس كوفيد – ١٩ قد أجلت كافة النشاطات وتوقف معها التحرك الدبلوماسي للتنسيق وكلنا أمل ان نستأنف قريبا لاعتماد تواريخ جديدة للزيارة ونتطلع الى زيارة فخامة رئيس الجمهورية الايطالي (سيرجو ماتاريللا) الى بغداد بدعوة رسمية من رئيس جمهورية العراق. ان فعالية العلاقات الثنائية وتطورها خلال السنوات الماضية شملت قطاعات ومجالات متنوعة و منها العسكري والامني و المعلوماتي ، وملف الطاقة والنفط ، والمواصلات والبنى التحتية وصيانة سد الموصل ، والدعم الإنساني والثقافي والأكاديمي من خلال دعم وتمويل مشاريع تعاون ثنائية بالشراكة مع الحكومة العراقية والحكومات المحلية ومؤسسات المجتمع المدني ، فضلا عن دعم مشاريع وبرامج اممية ودولية متعددة الأطراف بالشراكة مع الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي خصصت للنازحين و دعم مشاريع الاستقرار في المناطق المحررة من تنظيم داعش الإرهابي وتمكين المكونات الصغيرة و المرأة والشباب و حوار الأديان و الثقافات ، وفي المجال الثقافي توسع التعاون من اعادة إعمار المتاحف الى دعم الأنشطة المتعلقة بحفظ المواقع والمقتنيات الأثرية وفرق التنقيب و التعاون الأكاديمي بين الجامعات الايطالية والعراقية وغيرها .على صعيد التعاون الاقتصادي، شهد التعاون الاقتصادي تطورا في صعيد التعاون المشترك ما بين القطاع العام والخاص والمشاريع المشتركة بين الشركات الايطالية والعراقية ولقد شاركت الشركات الايطالية في العديد من الفعاليات الاقتصادية والمعارض في عدد من المدن العراقية والإيطالية ، ولقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين عام ٢٠١٩ ٥٢٨٦٩٣٣٣١٠٫٩٨ دولار، وقد بلغت حجم الصادرات العراقية الى إيطاليا من النفط الخام ٤٣٨٣٦٥٢٠٠٠ يورو، و سجلت السنوات الماضية حضور اوسع للشركات الايطالية الكبيرة العاملة في العراق وعلى رئسها الشركات المتخصصة في مجال الطاقة و النفط ومن تلك الشركات شركة ENI الايطالية العملاقة لتطوير حقل الزبير النفطي منذ عام ٢٠٠٩، فضلا عن شركات نفطية وهندسية اخرى عاملة في العراق. كما هناك عدد من الشركات الهندسية، مثل شركة (تكنتال) وغيرها، التي تعمل على تطوير مشروع ميناء الفاو الكبير وغيرها ، ولعل اهم تلك المشاريع التي اتخذت طابعا إنسانيا واقتصاديا وامنيا في آن واحد مساهمة ايطاليا المقدرة لاعمال صيانة سد الموصل ٢٠١٦- ٢٠١٩ من شركة (تريفي) الايطالية والتعاون الأمني الكبير بنشر قوة عسكرية إيطالية لرد اي هجوم محتمل من تنظيم داعش الإرهابي للسد ولحماية العاملين والفنيين المعنيين باعمال تأهيل السد والتي شكل لها قوة عسكرية إيطالية تتكون من ٥٠٠ جندي سميت بوحدة (بريسيديوم) أي الوحدة الحامية ومن الجدير بالذكر ان سد الموصل تم احتلاله من قبل تنظيم داعش الإرهابي عام ٢٠١٤ لفترة وجيزة وتم تحريره من قواتنا البشمركة بالتعاون مع التحالف الدولي بعد احدث رعب من امكانية استخدام الاٍرهاب للسدود لإغراق المدن .على صعيد التعاون الانساني، استقبلت ايطاليا عددا من الأطفال من المرضى العراقيين من خلال منظمات إنسانية مختصة ومؤسسات مجتمع مدني طبية وانسانية وعددا من الحالات الصعبة وساهمت مساهمة إنسانية كبيرة برفع المأساة عن عدد من أطفال العراق. كما ساهمت ايطاليا بدعم عدد من الفعاليات الديمقراطية لتمكين المؤسسات الديمقراطية في العراق من خلال اجتماعات ومنتديات وحوارات حول المصالحة الوطنية وحوار الاديان وبناء السلام وتمكين المرأة والشباب والمسار التشريعي والقانوني لبناء الانظمة الديمقراطية بما فيها الحوكمة الرشيدة ودولة القانون والمؤسسات والمواطنة. في المجال الامني، كما هو معروف لَقدْ استباحَ الإرهابُ بِلادِنَا ، وكَانتْ مَرحلةً داعش مرحلة عصيبةً و خَطيرةً على العراق والمنطقة والعالم ، قدم فيها العراق التَضحياتِ الكبيرةِ التي سَجلها شَعبنا وقُواتنا المُسلحة من الجَيشِ والحَشدِ الشعبيّ والبِيشمرگةِ وغيرها بُمساعدةِ ومُساندةِ التَحالفِ الدَوليّ والأصدقاءِ على رأسهم إيطاليا التي وقفت في المقدمة لدعم العراق لمحاربة الاٍرهاب ضمن التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش الإرهابي وهي مساهمة يقدرها العراق عاليا ويعدها تحالف استراتيجي ضد العدو الاخطر ضد الانسانية وقيمنا المشتركة وارثنا الإنساني والحضاري ، حيث تعتبر إيطاليا ثاني اكبر دولة من حيث عدد المدربين العسكريين، ولقد ساهمت بدعم القوات الامنية العراقية في مجال التدريب من خلال فرقة عمل قوات كارابينيري (الدرك)في تدريب الأفراد العسكريين المحليين المكلفين بإدارة المناطق المحررة في مختلف الاختصاصات. فإن أنشطة القوات العسكرية الإيطالية في العراق قد ساهمت في تعزيز أمن المدنيين وزودت القوات المسلحة العراقية بوسائل لمواجهة أنواع عديدة من التهديدات ، كما كان لإيطاليا دور كبير في تقديم برامج تدريبية للقوات العراقية من خلال حلف الناتو داخل المعسكرات التدريبية العراقية . كما ساعدت الخبرات الايطالية كلية الأركان العسكرية العراقية و الأكاديمية العسكرية في الرستمية وجامعة الدفاع الوطنية والقوات الخاصة والبحرية ومكافحة الاٍرهاب والبشمركة. كما و ساهم العراق مساهمة فعالة بالسلم و الامن العالمي بتعاونه الامني والمعلوماتي بمد المجتمع الدولي وعدد من الدول الأوروبية ومنها إيطاليا بمعلومات استخبارية ومعلوماتية دقيقة عن تحركات الشبكات الإرهابية الدولية بالعالم ، و بالجهود الدولية لمكافحة التنظيمات الاٍرهاببة الدولية وبإيقاف استباقي لعدد من الاستهدافات التخريبية في عواصم عديدة بالعالم ، وكانت المعلومات التي توصلت لها الجهات الامنية العرقية عامل مساعد لكشف وتفكيك عدة شبكات لما يسمى بشبكات المقاتلين الأجانب من التنظيم الإرهابي لداعش واخواتها عبر العالم وآليات تمويلها ، فضلا عن تضحياته بالنيابة عن العالم بمحاربة التنظيم لدعم أمنه الوطني و الإقليمي والعالمي .في المجال الثقافي والآثاري، من المعروف ان عددا من كبار الفنانين العراقيين منذ خمسينات القرن الماضي من الذين اكملوا دراستهم في ايطاليا وسكنوها قد ساهموا مساهمة كبيرة بالتعريف بحضارة بلاد الرافدين و اثروا الحياة الثقافية الايطالية بمشاركتهم بالمعارض والفعاليات الثقافية في العديد من المدن الايطالية ومنها المشاركة العراقية في بينالي في مدينة البندقية ” فنيسيا ” ، وهناك عشرات من كبار الفنانين العراقيين الذين يعيشون في ايطاليا ولهم مساهمات كبيرة وفاعلة في الحياة الفنية والثقافية الايطالية والعالمية ، ومنها التعريف بالمدرسة الفنية العراقية الرائدة والغنية والعريقة وبالفنون العراقية والتراث وحضارات العراق الشهيرة بمدارسها وتأثيرها الإيجابي على المدارس الفنية الايطالية والعالمية . لقد حقق التعاون الثنائي المشترك العديد من الإنجازات الهامة للحضارة الانسانية و من الضروري الإشارة للمساهمة الايطالية المقدرة للملف الثقافي العراقي ومنها حماية المواقع والقطع الأثرية ومعالجة تبعات الاعمال الوحشية التي نفذتها الاستراتيجية الهمجية و الشيطانية الممنهجة لتنظيم داعش الإرهابي لاستهداف الإرث الإنساني العالمي من آثارنا ومزاراتنا ودور عبادتنا من مختلف الأديان و تفكيك الثقافة ، وقد استثمر العراق التعاون المحمود من الحكومة الايطالية لحماية تراثه التاريخي والأثري والاستفادة من تعاون الخبراء العراقيين و الإيطاليين لترميم وصيانة المتحف الوطني العراقي الذي نهب عام 2003 ، كما ساهمت ايطاليا في تمويل وإدارة برنامج مشترك للعراق مع اليونسكو في مسح المواقع الأثرية التي سيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي من خلال صور عبر الأقمار الصناعية وتدريب الخبراء الإيطاليين لفرق تابعة للقوات المسلحة العراقية للتخصص في مجال أمن التراث الأثري ، كما ودعمت إيطاليا العراق بارسال العديد من البعثات الأثرية الإيطالية بقيادة أساتذة أكاديميين مختصين لنقل خبراتهم إلى الأكاديميين والفرق العراقية ومنها الخبرة والمعرفة إدارة المقتنيات الأثرية والمحافظة عليها وتدريب الكوادر العراقية على التقنيات الرئيسية الحديثة لاستعادة وترميم الأماكن الأثرية واستمرار التعاون في البحث والكشف عن مواقع اثرية جديدة والتدريب على كيفية إدارة المواقع وتطويرها . في مجال التعاون الأكاديمي: من ثمار هذا التعاون الوثيق في المجال الاكاديمي والثقافي والآثاري في آن واحد، توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الآثار والسياحة العراقية ومركز الابحاث والتنقيبات الآثارية في جامعة تورين (CRAST) عام 2014 والتي أدت عام 2016 الى افتتاح المركز الايطالي –العراقي الدائم للعلوم الآثارية والترميم في بغداد / القشلة، وإعادة ترميم المدرسة المستنصرية في بغداد. كما تبنت إيطاليا عدة مشاريع للتبادل والتعاون الجامعي من بين أبرزها مشروع (أنسباير) عام 2019، بمبادرة من جامعة سيينا و10 من الجامعات العراقية منها جامعة بغداد والموصل و البصرة وواسط وغيرها. تميزت جامعة بولونيا ايضاً بتنفيذ مشروعي (ولدو) و(ايدو) خلال السنوات 2016-2019 لغرض تعزيز تدريس العلوم الآثارية في الجامعات العراقية وتوعية المجتمع العراقي بأهمية الحفاظ على الارث الحضاري والتاريخي والآثاري العراقي. كما قدمت جامعة لا سابيينزا في روما خبراتها ودعمها لتقييم أضرار المتحف الوطني وساهمت مساهمة مقدرة بارسال فرق التنقيب الآثاري وبعثات آثارية لعدة مواقع عراقية ومنها مشروع احياء قلعة أربيل وإعادة تأهيل متاحف أربيل والسليمانية، والتنقيبات في مدينة أور و وتل المقير و ابو طبيرة في محافظة الناصرية، وكذلك جامعة (اودينه) التي ساهمت في اكتشاف مئات المواقع الآثارية الاشورية في منطقة كردستان العراق وفي تحديد موقع معركة (غوغاميلا) التاريخية حيث انتصر الاسكندر الاكبر على الفرس عام 331 ق.م.. كما شاركت جامعة بيروجا ايضا بارسال بعثة اثرية مختصة لموقع تل زرعل وبحملة تنقيبات آثارية في موقع مدينة نيكين السومرية القديمة. وأخيرا وليس آخرا مساعدة ايطاليا المحورية في الدعم الدولي لادراج الأهوار العراقية وموقع مدينة اريدوا السومرية في قائمة التراث العالمي لليونسكو. العلاقات تتوسع وآفاقها كبيرة جدا لاسيما ان العِراقُ مُقبلٌ على تَطوراتٍ ايجابيةٍ هامةٍ، أَمنياً وسياسياً واقتصادياً، فهُناكَ مَنحَى إِيجابيّ من التَحولاتِ ، وهو اِتجاهٌ يبعثُ على الأملِ بمستقبلٍ واعدٍ مما يجعل من اهمية تقييم هذهِ التَطوراتِ الإيجابيةِ ضرورة لنُؤسسَ عَلَيها لشراكات اوسع في ظل الأجواء الايجابية التي اطلقتها الحكومة الجديدة في بغداد برئاسة رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي بالانفتاح نحو شركات تسرع في التَحولِ الاقتصاديّ ورؤية العراق بتوفر نُقاطٌ مشتركةٌ يمكنه من الاتفاق عَليهَا مع المجتمع الدولي من منطلق الدور والوضع المحوري للعراقِ في المِنطقة، وما لديه من الاعتباراتِ الجُيوسياسيةِ والاقتصاديةِ والثَقافيةِ والدينيةِ، التي تسمح له أنَّ يكونَ عاملاً مساعداً و أساسياً من أجل تحقيقِ السلامِ والتفاهُمِ ما بينَ الدولِ، وأن يكونَ طرفاً فاعلاً في أيّ مَسعى للبناءِ والتقدمِ والتطوير.