سعادة سفير جمهورية العراق لدى المملكة العربية السعودية لجريدة الصباح:زيارة السيد الكاظمي إلى السعودية ستحدد قريباً.

بغداد / عمر عبد اللطيف: كشف السفير العراقي في الرياض قحطان الجنابي، عن أن زيارة رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي الى المملكة العربية السعودية ستحدد قريبا، وفي وقت أكد رغبة العراق في افتتاح أكثر من منفذ حدودي مع الجانب السعودي، بين أن الربط الخليجي سيحل مشكلة الكهرباء في العراق بشكل كامل.وقال الجنابي في لقاء أجرته معه “الصباح”: “إننا نترقب تحديد زيارة رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي الى المملكة العربية السعودية في القريب العاجل، لتكون انطلاقة جديدة للعلاقات بين البلدين”، مشيراً الى أن “السفارة العراقية في الرياض بتواصل مع الخارجية السعودية لتحديد الموعد النهائي لهذه الزيارة، وهناك حرص من الطرفين على إنجاح الزيارة والمضي قدماً في تطوير العلاقات”، مشيراً إلى “وجود رغبة لدى رئيس المجلس التنسيقي عن الجانب السعودي الدكتور ماجد القصبي لزيارة العراق، بعد لقائه في مطار الرياض لتوديع الوفد الوزاري العراقي، الذي زار المملكة في إطار التوجه لتبادل الزيارات وتقوية العلاقة من قبل الطرفين”.وأضاف، إن “هناك توجها بين حكومتي العراق والمملكة، على أن تكون العلاقة ستراتيجية وقوية ومتينة، ولذلك كانت أول زيارة لمسؤول عراقي من الحكومة الحالية هو وزير المالية علي عبد الأمير علاوي نائب رئيس الوزراء رئيس المجلس التنسيقي عن الجانب العراقي الى السعودية في شهر رمضان الماضي، بعدها جاءت زيارة أخرى له تمهيداً لزيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى المملكة برفقة 5 وزراء والأمين العام لمجلس الوزراء وعدد من المسؤولين لعقد اجتماعات الدورة الثالثة للمجلس”.وبين السفير، أن “حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ خلال عامي 2018 و2019 بحدود المليار دولار، بعد أن كان لا يتعدى بضعة ملايين من الدولارات قبل عام 2014، مؤكداً أن “طموح البلدين هو زيادة هذا الرقم خلال السنوات المقبلة، من خلال الاتفاقيات التي وصل عددها الى نحو 20 اتفاقية ومذكرة تفاهم كتجنب الازدواج الضريبي وحماية المستثمر والنقل البري والبحري لتأمين هذه الشراكة التجارية والاقتصادية وسهولة دخول البضائع من والى الجانبين”. وأوضح الجنابي، أن “منفذ عرعر سيفتتح بعد إعادة إعماره وفق المعايير المتبعة من قبل الجانب السعودي الذي رصد له مبلغا يقدر بـ (50) مليون دولار، وهو عبارة عن خطين أحدهما تجاري يتسع لمرور 150 شاحنة في الساعة الواحدة، إضافة الى السونار والأجهزة التي يمكن أن تفحص السيارات، وأماكن اصطفاف الشاحنات والمظلات وغرف لسكن الموظفين والكاميرات، أما جانب المسافرين فيتضمن غرفا للجوازات والجمارك وأماكن الانتظار والصلاة والمطاعم”.وأعرب السفير “عن وجود رغبة من العراق في فتح أكثر من منفذ حدودي مع الجانب السعودي، أسوة بالدول الأخرى لتسهيل حركة المواطنين والبضائع بين الجانبين، لأن الحدود البرية بين العراق والسعودية تبلغ أكثر من 800 كيلو متر وهي ثاني أطول حدود مع دولة بعد إيران، وهنالك نحو 4 محافظات محاذية لها”، مشيراً الى أن “السعودية ليس لديها أي اعتراض على فتح أكثر من منفذ، لكن ستكون هناك دراسة جدوى لها بعد افتتاح منفذ عرعر”. وتابع السفير العراقي في الرياض: أن “لدى السعودية رغبة بالاستثمار في العراق، خصوصاً في مجال الطاقة، كونهما من أكثر مصدري النفط في (أوبك) ويمتلكان أكبر احتياطيات النفط في العالم، حيث اتفقا في الاجتماعات الأخيرة على دراسة بعض المشاريع المهمة، منها استثمار شركة (أرامكو) السعودية لمشروع غاز (أرطاوي) شمال البصرة لخبرتها في هذا المجال، والاستثمار في غاز (منصورية الجبل) في محافظة ديالى وغاز (عكاز) في الأنبار لتوليد الطاقة الكهربائية، واللقاء مع شركة (أكوار باور) والتي تعد من الشركات العملاقة في الطاقة المتجددة وإنتاج الطاقة الشمسية وتحلية المياه والتفاهم على الاستثمار في هذا المجال بالعراق، ومجيء فرق من تلك الشركات للدراسة والتقييم”. وأكد “وجود رغبة من عملاق الاستثمار الزراعي في السعودية شركة (سالك) للاستثمار في بادية السماوة وصحراء الأنبار، خصوصاً في المناطق التي فيها مياه جوفية وفيرة وغير عميقة”.ونبه الجنابي على أن “هناك مذكرة تفاهم موقعة بين الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي ووزارة الكهرباء العراقية، لغرض الربط الخليجي عن طريق الكويت”، مشيراً إلى “وجود تطور واضح في هذا الموضوع والشروع بهذا العمل في القريب العاجل، إذ من المؤمل اكتماله خلال عام لحل أزمة الكهرباء في العراق، على اعتبار أن الدول الخليجية الست لديها وفرة في الطاقة الكهربائية، وساعات الذروة فيها تختلف عما موجود في العراق، ومن خلال هذا الربط فإن العراق لن يدفع أي مبالغ، بل سيكون تمويله من مخرجات مؤتمر الكويت لإعادة إعمار العراق، الذي عقد قبل سنوات”.وأشار الى أن “البلدين قطعا شوطا كبيراً في التعاون الأمني بينهما أكثر من بقية المجالات، إذ منذ اللحظات الاولى لتأسيس المجلس التنسيقي شكلت اللجنة الأمنية والسياسية والتي كانت إحدى ثماني لجان في هذه المجلس، وحصل تفاهم بين الأجهزة الأمنية العراقية والسعودية، ونجحا في تبادل المعلومات الاستخبارية، التي أدت الى إلقاء القبض على بعض الخلايا الارهابية، وهنالك اجتماعات متبادلة لحفظ الأمن والاستقرار بين البلدين، إذ إن “أمنهما مشترك وهناك حرص دائم بالحفاظ عليه من خلال تبادل المعلومات وضرورة عدم اختراق الحدود من قبل المخربين أو المهربين، كما أن المملكة تبعث برسالة أن أمن واستقرار العراق هو أمن واستقرار للمنطقة”. وبشأن المدينة الرياضية التي أهدتها المملكة العربية السعودية الى العراق، ألمح الجنابي الى أن “العراق ينتظر زيارة وفد رياضي سعودي لرؤية الأرض التي خصصت في العراق في منطقة بسماية، بعد الاجتماعات التي جرت على هامش عقد المجلس التنسيقي بين وزير الشباب والرياضة الكابتن عدنان درجال ورئيس لجنة الثقافة والرياضة”، مبيناً أن “البدء بإنشاء هذه المدينة سيسير بشكل سريع بعد أن خصصت لها المملكة مليار ريال سعودي لبناء ملعب كرة قدم سعة 60 ألف متفرج وملاعب وساحات للرياضات الأخرى”.

http://alsabaah.iq/29212