القنصلية العامة تحتفل بيوم الدبلوماسية العراقي

احتفلت القنصلية العامة لجمهورية العراق في مونتريـال بيوم الدبلوماسية العراقي، اذ يحتفل العراق في الرابع والعشرين من تشرين الثاني بمناسبة يوم الدبلوماسي العراقي، وهو التاريخ الذي تشكلت به أول وزارة خارجية في أول حكومة عراقية عام 1924 برئاسة ياسين الهاشمي والذي كان حينها يشغل منصب رئيس الوزراء العراقي بعد مصادقة الملك فيصل الاول عليها.

الا ان الدبلوماسية العراقية ليست بحديثة العهد، بل تمتد الى أحد عشر قرناً مضت أي في عام 921م (309 هـ) حينما خرجت من بغداد وبأمر من الخليفة العباسي المقتدر بالله أول بعثة دبلوماسية يرأسها الموسوعي أحمد بن فضلان الى قلب القارة الآسيوية في مكان عرف وقتها (بأرض الصقالبة) تلبية لطلب ملكهم للتعريف بالدين الاسلامي.

الدبلوماسية تطفئ ما تشعله الحروب وتخفض من حدة الصراعات والانقسامات وتسهم في لغة السلام بين الشعوب. ومن هنا تأتي اهميتها في عالم تحكمه الموارد المحدودة وقوى غير متكافئة وتتغلب عليه المصالح، والعالم يحتاج الى لغة الحوار أكثر من أي وقت آخر.

حققت الدبلوماسية العراقية في العقود المنصرمة المتمثلة بوزراء خارجيتها وطاقمها الدبلوماسي والاداري والفني نجاحات باهرة على الصعيد الدولي وساروا بها نحو ما يمثل صورة العراق الحضارية وسمو مُثُله في المحافل الدولية، على الرغم من مراحل الشد والجذب والتحديات التي تخللت عملها. وكان للمرأة دور متميز وفاعل في الدبلوماسية العراقية من خلال العمل في وزارة الخارجية وبمناصب عدة وسيادية ومشاركتها في تحقيق الانجازات المهمة للبلاد.

تعمل الحكومة العراقية اليوم من خلال مؤسستها الدبلوماسية المتمثلة بوزارة الخارجية على استعادة دور العراق السياسي المحوري في المنطقة التي تشهد صراعات وازمات عميقة تحتاج الى معالجات فاعلة وتنسيق للمواقف من خلال تهيئة بيئة سياسية تمتاز بالقدرة والحيوية والأهلية، وهذا ما أعطى الدبلوماسية العراقية زخماً كبيراً على مستوى صياغة العقد السياسي الاقليمي والعربي من أجل تعزيز الثقة بالخطاب السياسي العراقي الجديد، ولايجاد الفرص المناسبة والواقعية لادامة العلاقات السياسية مع دول الاقليم والعالم.

 لقد عادت بغداد منارة تسعى لضم الفرقاء ومنطقة لقاء ووصل وليس نقطة فراق وتجسد ذلك في احتضانها لعدد من الاجتماعات والمؤتمرات وتقريب وجهات النظر، والتي كان آخرها مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة والذي أسس لاطار علمي لتخفيف التوترات في المنطقة وخلق الحوار الايجابي.

وللجاليات العراقية في بلدان المهجر دوراً دبلوماسياً ممثلاً لبلدها الام من خلال رسم الصورة الايجابية والاسهام في النشاطات الحياتية بشكل فعال وايجابي.

ختاماً لابد من الاشادة بالجهود الجبارة والحثيثة على أيدي القائمين على الدبلوماسية العراقية وأن نشد على أيديهم لما يجابهونه من تعقيدات وتداخلات في المحيطين الاقليمي والدولي وأن نعهد بالثقة العالية للدبلوماسية العراقية التي طالما حققت العديد من الانجازات الدولية للعراق.

بأسمي وبأسم كادر القنصلية العامة لجمهورية العراق في مونتريال وبهذه المناسبة نود ان نعرب عن وافر اعتزازنا وتقديرنا لجاليتنا العزيزة في مقاطعة كيبيك.