سفارة جمهورية العراق في لاهاي تستضيف حلقة نقاشية عن مبادرة المياه والسلام والأمن

سفارة جمهورية العراق في لاهاي تستضيف حلقة نقاشية عن مبادرة المياه والسلام والأمن
ترأس سعادة السفير الدكتور هشام العلوي حلقة نقاشية عقدت في مبنى السفارة في لاهاي يوم الثلاثاء 25 شباط 2020 تحت عنوان “حروب المياه والبيانات المستخدمة للتنبؤ بالصراعات”، بمشاركة الدكتورة سوزانا سكمير، استاذة دبلوماسية المياه في معهد ديلفت للمياه، والسيدة لورا بيركمان، محللة استرتيجية بمركز لاهاي للدراسات الاستراتيجية، بحضور عدد من موظفي السفارة.
‏في بداية الحلقة النقاشية، اثنى السفير العلوي على جهود مملكة هولندا الداعمة للعراق في مجالات عدة ومنها المياه، والتي تأتي انسجاما مع استراتيجية الحكومة الهولندية تجاه العراق. واضاف سعادته ان هذا الموضوع يمثل أولوية للسفارة كونه من أولويات الحكومة العراقية عموماً و وزارة الموارد المائية خصوصاً، لما يمثله حسن إدارة المياه من اهمية كبرى في تطوير قطاع الزراعة والحفاظ على الاهوار في الجنوب.
‏بعدها قدمت السيدة سوزان عرضاً مفصلاً عن مبادرة المياه والسلام والأمن، والذي يتضمن تحديد البلدان التي يمكن ان تشهد صراعات مستقبلية بسبب نقص المياه اعتمادا على برنامج خاص يتم تغذيته بالمعلومات ويعطي نتائج تباعا. وأكدت ان الصراعات المحتملة قد لاتعني نشوب حروب شاملة، بل يمكن ان تكون بداية لازمات تؤدي إلى صراعات داخلية وخارجية.
وأشارت إلى ان مشروع المبادرة بدأ  العمل به قبل سنتين تحت قيادة معهد ديلفت للمياه، وبالتعاون مع عدد من المؤسسات بالهولندية والدولية المعنية بالموضوع، مؤكدة أن العراق يعتبر ضمن الدول التي  يمكن ان يشهد صراعات، ‏وهذا يتطلب فهم التحديات الموجودة وأبعادها، و حشد الجهود سواء كانت محلية وإقليمية ودولية لمعالجة التحديات مبكراً من خلال رفع مستوى الإدراك بطبيعتها لدى كافة المعنيين سواء على مستوى الداخلي او الخارجي، والعمل على إجراء حوارات بناءة مع الاطراف اصحاب المصلحة ودول الجوار المعنيين بقطاع المياه، وكذلك التحرك سريعا لإيجاد الحلول وتنفيذها على ارض الواقع.
‏بعدها تم تقديم العرض الثاني من قبل السيدة بيركمان التي أشارت إلى وجود خطة لدى معهد ديلفت للمياه ومركز لاهاي للدراسات الاستراتيجية وشركاءهما للعمل في العراق لخمسة اعوام قادمة بعد حصولهم على تمويل من الخارجية الهولندية، مؤكدة ان الخطة تشمل برنامجاً خاصاً لدعم جهود وزارة الموارد المائية لتنفيذ استراتيجية ادارة الاراضي والمياه في العراق ، وتوفير بيانات محدثة، وتدريب الكوادر ، والعمل مع المؤسسات العراقية المعنية لضمان الاستخدام الأمثل للمياه.
‏في نهاية العرضين، طرحت أسئلة عديدة من قبل موظفي السفارة تم الاجابة عنها لبيان آليات العمل والخطط المستقبلية، واهمية الاستفادة من التجارب الناجحة.
‏وفي الختام تقدم السفير العلوي بالشكر الجزيل للباحثتين، مشيداً بعملهن الذي يمثل عملاً نوعياً مهماً للعراق في مجال الزراعة والمياه، مشيرا إلى ان  75% من المياه المستخدمة في العراق مخصصة للزراعة و 10% للأهوار و المتبقي للاستخدامات الأخرى ومنها الصناعية، مؤكدا أن زيادة عدد السكان سيؤدي الى زيادة الطلب على المياه، وان ندرة المياه تحتم وجود استراتيجية فاعلة لمنع الأزمات و تقليل آثارها المحتملة من خلال الاستخدام الأمثل للمياه. ‏
كما ذكّر سعادته بتجربته كسفير للعراق في تركيا قرابة العامين قبل مجيئه الى هولندا، والتي ساهمت في جعل موضوع المياه يمثل اهتمامًا خاصاً له ولكادر السفارة، خاصة وان هولندا لديها خبرات كبيرة في هذا المجال، مشددًا سعادته على أهمية تكثيف اللقاءات المستقبلية لإنضاج الأفكار والتعاون لتنفيذ البرامج المشتركة. 
كما تقدمت الباحثتان بالشكر الجزيل لسعادته و كادر السفارة على حسن تنظيم الحلقة النقاشية والاهتمام بموضوع المياه، وأكدتا استعدادهن للتواصل مع السفارة لتنفيذ ماتم الاتفاق عليه.