العراق رئيساً للاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية لبحث الاجراءات إزاء الخطوة غير القانونية التي قامت بها البرازيل بفتح مكتب تجاري لها بالقدس

ترأست جمهورية العراق أعمال الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، بحضور السفير حسام زكي الأمين العام المساعد للجامعة العربية ورئيس مكتب الأمين العام، والسفير سعيد أبو على الأمين العام المساعد للجامعة العربية لقطاع الشؤون الفلسطينية، وذلك لبحث الخطوات والإجراءات التي يمكن أن تقوم بها الدول العربية إزاء الخطوة غير القانونية التي قامت بها البرازيل عبر فتح مكتب تجاري بالقدس.
وعُقد الاجتماع بناءً على طلب دولة فلسطين لحث الحكومة البرازيلية على التراجع عن هذه السياسات التي تضر بمصالح الشعب البرازيلي ولا تساعد في تحقيق سلام عادل في الشرق الأوسط.
وقال رئيس الاجتماع الطارئ سعادة السفير د. أحمد نايف الدليمي، سفير جمهورية العراق في القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية في كلمة إفتتاحية ما يلي :
                              بسم الله الرحمن الرحيم
أصحاب السعادة  المندوبين الدائميين للدول الأعضاء في جامعة الدول العربية
سعادة ممثل الأمين العام لجامعة الدول العربية
الحضور الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بادئ ذي بدء.. اسمحوا لي ان اتقدم بإسم رئاسة المجلس لجميع الدول الشقيقة الحاضرة في إجتماعنا هذا وللأمانة العامة لجامعة الدول العربية بفائق شكري وتقديري لسرعة الإستجابة والحضور .. نلتقي في إجتماعنا الطارئ هذا للمرة الثالثة في ظرف ثلاثة أشهر فقط لنناقش امراً يخص قضية العرب المركزية (القضية الفلسطينية), فقد أصبح من الواضح والجلي ان التطورات في هذا الموضوع باتت متلاحقة ومتسارعة, الأمر الذي يحتم علينا ان نواجهها بذات السرعة وبكل حزم إنطلاقاً من المسؤولية التاريخية التي نحملها في أعناقنا تجاه أشقائنا في فلسطين،  وتجاه عروبتنا وقضايانا المصيرية ونحن على ثقة ان جميع الأشقاء في محفلنا هذا هم خيرُ من يحمل هذه المسؤولية.
أصحاب السعادة .. ونحن نجتمع في هذا اليوم استجابةً لطلب اشقائنا في دولة فلسطين لبحث قيام جمهورية البرازيل بفتح مكتب تجاري لها في مدينة القدس الشريف كجزء من سفارتها في الكيان الإسرائيلي يجب ان نضع نصب اعيينا ان هذا الأمر قد يتكرر في القريب العاجل من قبل دول أخرى, لذا فإن ما سيصدر عن اجتماعنا هذا يجب ان يكون له تاثير مباشر على الأحداث التي قد تجري لاحقاً في هذا الشأن, وان يخدم تطلعات اشقائنا في دولة فلسطين وتطلعات شعوبنا وبلداننا.
أصحاب السعادة .. لطالما عبرت جمهورية العراق عن موقفها الثابت والمبدأي تجاه القضية الفلسطينية وكانت ولا زالت وستبقى ان شاء الله في صفوف المدافعين عنها بكل الوسائل المشروعة, وفيما يخص إجتماعنا هذا فقد بادر معالي وزير خارجية جمهورية العراق الدكتور محمد علي الحكيم بإرسال رسالة الى السيد ارنستو اراوجو وزير خارجية جمهورية البرازيل الإتحادية, عبر فيها عن موقف جمهورية العراق واعرب عن رفضها لما صدر من إعلان حكومة البرازيل في العاشر من شهر تشرين الثاني المنصرم بفتح مكتب تجاري لها في مدينة القدس المحتلة والذي جاء مناقضاً لموقف البرازيل الثابت في دعم القضية الفلسطينية ومخالفاً لقرار مجلس الأمن الدولي المرقم 478 لعام 1980 الذي ينص على ” اي قرارات أو إجراءات تهدف الى تغيير طابع مدينة القدس أو مركزها او تركيبتها الديمغرافية ليس لها أي اثر قانوني وإنها لاغية وباطلة”  كما وأكد معالي السيد الوزير في رسالته على القرار المرقم (8400) الصادر عن جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته (152) خلال الاجتماع الذي عُقد في أيلول 2019 والذي ينص على التأكيد مجدداً على ان ” القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين, ورفض أي محاولة للإنتقاص من السيادة الفلسطينية عليها, وإدانة ورفض فتح اية مكاتب او بعثات رسمية مهما كانت مسمياتها لأي دولة في مدينة القدس مما يعتبر انتهاكاً للوضع القانوني للمدينة, وإنحيازاً للإحتلال الإسرائيلي ودعماً للسياسات الإسرائيلية غير القانونية الهادفة الى السيطرة على القدس الشرقية المحتلة وتعد خطوة ضارة بالسلام”
ختاماً ندعو حضراتكم لبدء اجتماعنا هذا ونحن على ثقة تامة من ان كلمتنا اليوم وغداً ستجتمع دائماً بإذن الله على تحقيق الخير والإزدهار لشعوبنا واوطاننا وامتنا العربية والله الموفق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.