نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجيَّة فؤاد حسين يلقي كلمة جُمْهُوريَّة العراق في الإجتماع الوزاريّ لدول حركة عدم الأنحياز في باكو
ألقى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجيَّة فؤاد حسين، اليوم الأربعاء المُوافق 5 تموز 2023، كلمة جُمْهُوريَّة العراق في الإجتماع الوزاريّ لدول حركة عدم الأنحياز، الذي يُعقد في باكو للفترة من 5-6 تموز 2023.
جدد فيها دعم جُمْهُورَّية العراق لثوابت حركة عدم الانحياز ومبادئها وتطلعاتها للمرحلة الراهنة والمقبلة، مُؤكَّداً على أهمّيَّة تعزيز سُبُل عملها عبر توحيد الرؤى والتوافق في القرارات وخاصةً في هذه المرحلة التي ازدادت فيها اختلاف المصالح والارادات وتفاقم الازمات الإقليميَّة والدوليَّة، والأبتعاد عن سياسة التكتلات الدوليَّة للوصول إلى الأمن والسلم والإستقرار ورفاهيَّة شعوب العالم، وإيجاد الحلول المستدامة للازمات الدوليَّة.
مُشدداً على تعزيز التعدديَّة في العلاقات الدوليَّة حفاظاً على السلم والأمن الدوليين، والتعاون الإقتصاديّ والإجتماعيّ والثقافيّ والصحيّ لتحقيق الازدهار لمجتمعاتنا، مُنوهاً إلى التحديات التي تواجه دول الحركة في الظروف الراهنة التي يمر بها العالم تدعونا إلى تقوية التعاون والتضامن بين دول الحركة، مُؤكَّداً على أهمّيَّة الدبلوماسيَّة مُتعددة الأطراف والعمل الجماعيّ التعدديّ المُشترَك، مُضيفاً أنَّ هذه الأهداف الساميَّة تتحقق من خلال قيام الحركة بدور فعال ومسؤول تجاه القضايا الدوليَّة والتي أبرزها تغير المناخ وانتشار الأوبئة والأمن الغذائيّ وأمن الطاقة.
وأكَّد السيّد فؤاد حسين حرص العراق على أنَّ يكون عامل استقرار في محيطه الإقليميّ والدوليّ وسعيه إلى تقريب وجهات النظر ويعمل على إيجاد الحلول السلميَّة والمستدامة للازمات الإقليميَّة من خلال طرحه المبادرات وبناء الجسور وتقريب وجهات النظر للحفاظ على السلم والأمن الإقليميين والدوليين وخاصةً في منطقتنا التي عانت من الحروب والازمات، إذ نجح العراق في استضافة مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي حظي بمُشارَكة واسعة من قبل دول الجوار الإقليميّ وخرج بتوصيات مهمة تجسدت في إعلان قمة بغداد، وانعكست آثاره الإيجابيَّة إلى عودة العلاقات وازالة التوترات في المنطقة، والتوصل إلى تفاهمات مُشترَكة، باعتبارها منهجاً وقائياً لتجنب النزاعات والتدخل في شُؤُون المنطقة، ومن أجل تسخير الموارد إلى أغراض التنمية والتكامل الإقتصاديّ والتعاون، وليس الحروب التي يدفع ثمنها الشعوب.
مجدداً دعوة العراق إلى ضمان تحقيق الأمن الغذائيّ وأمن الطاقة وإتخاذ تدابير مُشترَكة لمُواجهة النقص الحاد في العديد من أنواع المؤن الغذائيَّة جراء ندرتها وأرتفاع الأسعار وآثارها على العديد من الدول، بسبب الصراعات والحروب، وخاصةً ما شكلته الحرب في أوكرانيا، إذ أنَّ تداعيات هذه الازمة، اقتصادياً اجتازت حدودها وطالت دولاً عديدة، حيث أدى الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا إلى تداعيات كبيرة على الأمن الغذائيّ وأسواق الطاقة والتجارة العالميَّة وزعزعة الأمن الغذائيّ وأمن الطاقة، وتصاعدت مخاطر زيادة المجاعة في العالم، إضافةً إلى ما يرافق الازمة من تداعيات إنسانيَّة مؤسفة على المدنيين من الطرفين، حيث أدى ذلك إلى عدم استقرار أسواق الطاقة والغذاء في فترة حساسة من الاقتصاد العالميّ بدأ خلالها مرحلة استشفاء ما بعد جائحة covid 19.
وأشار إلى مناشدة العراق جميع الأطراف إتباع لغة الحوار والمفاوضات الدبلوماسيَّة وصولاً للحلول السلميَّة المستدامة، من أجل الحفاظ على السلم والأمن الإقليميين والدوليين، مُنوهاً إلى عمل العراق ضمن مجموعة الاتصال المنبثقة عن جامعة الدول العربيَّة على إيجاد السُبل الممكنة للحد من التصعيد وتجنيب شعوب البلدين ويلات الحرب والدمار، وانعكاساتها على العالم أجمع.
داعياً إلى أهمّيَّة مُواجهة ظاهرة الإرهاب الدوليّ والجماعات الداعمة له، التي شهدت تنامياً كبيراً في السنوات الأخيرة، إذ كان العراق في مقدمة الدول التي عانت من الإرهاب ووجود الجماعات المتطرفة على أراضيَّه، واستطاع مواجهتها نيابةً عن دول العالم بكل عزم وقوة وخرج منتصراً بفضل تضافر ووحدة جميع القوى الوطنيَّة ومكوناته المُختلِفة وجميع صنوف القوات الأمنيَّة وتشكيلاتها وبمساندة الدول الصديقة والمنظمات الدوليَّة، مُشيراً إلى أنَّ الحكومة العراقيَّة وضعت في قمة أولوياتها واهتماماتها، معالجة ماخلفته عصابات داعش الإرهابيَّة من خلال إعادة إعمار المناطق المحررة، وإعادة إعمار البنى التحتية المدمرة وعودة النازحين إلى مناطقهم وإنهاء هذا الملف، إضافةً إلى تقديم الخدمات الأساسيَّة، والمحافظة على السلم الأهليّ، داعياً الدول كافة للتعاون مع العراق تنفيذاً لالتزاماتها في تسلم رعاياها من عوائل الإرهابيين المحتجزين، وأهمّيَّة تظافر الجُهُود الدوليَّة في إيجاد حل لهذا الموضوع.