2023/5/19، فإن جُمْهُوريَّة العراق كانت من أوائل الدول التي دعت إلى ذلك إنطلاقاً من إيمانها بأن تلك العودة تشكل جزءاً من سياسة الحل للأزمة السوريَّة، وبداية المسار نحو إيجاد التسويَّة النهائيَّة لها، وضرورة إغتنام كل السُبُل لوقف تداعياتها وآثارها الوخيمة، وهو ما يستدعي جلوس جميع الأطراف على طاولة الحوار والتفاوض وإظهار العزم والجدية والإرادة للتوصل إلى الحل السياسيّ الذي يعتبر السبيل الوحيد الذي سيؤدي إلى إنهاء الأزمة وإعادة الأمن والإستقرار إلى الأراضيّ السوريَّة ووقف معاناة مواطنيها وتهيئة السُبُل لإعادة إعمار المناطق التي تدمرت بفعل الصراعات وتوفير المتطلبات اللازمة لعودة آمنة وطوعيَّة وكريمة للنازحين داخل سوريا والمهجرين واللاجئين خارجها.

وفي ضوء ما تعرض إليه المواطنون السوريون من محن إنسانيَّة، فإن العراق قد فتح أبوابه لإستقبال اللاجئين الذي فروا من آثار الصراعات. إذ يستضيف على أراضيه في كوردستان العراق قرابة (260) الف مواطن سوريّ، عاملهم على قدم المساواة بالمواطنين العراقيين وسمح لهم بمزاولة نشاط العمل في الأسواق، كما وفر لما يتجاوز (35%) منهم ممن يقطنون بمخيمات اللاجئين المتطلبات الإساسيَّة لسُبُل العيش الكريم والمساعدات المطلوبة لتأمين إحتياجاتهم من مواد غذائيَّة وغير غذائيَّة وطبابة وتعليَّم، وذلك بالتنسيق والتعاون مع مفوضيَّة الأمم المتحدة الساميَّة لشُؤُون اللاجئين وبرنامج الغذاء العالميّ، وبالشكل الذي يضمن لهم عودة كريمة وآمنة وطوعيَّة إلى بلادهم حال إستتباب الإستقرار والأمن في مناطق سكناهم. ويؤكد العراق – ضمن هذا المجال – أهمّيَّة الدعم الدوليّ لتوفير التمويل اللازم لمساعدة الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين على أراضيها ومشاركتها في تحمل أعباء توفير الإحتياجات الأساسيَّة لهؤلاء اللاجئين.

وفي الختام، يتطلع وفد جُمْهُوريَّة العراق إلى ملتقانا هذا للخروج بالنتائج التي تعزز من جُهُودنا الوطنيَّة والإقليميَّة والدوليَّة لوقف وإنهاء المعاناة الإنسانيَّة للشعب السوريّ ووضع حد نهائيّ وشامل للأزمة السوريَّة بما يبعث في نفوس السوريين الأمل بمستقبل أفضل وتجاوز جميع الآلام والمآسي التي كابدوها طيلة سنوات اندلاع الصراع.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..