منتدى الحضارات العريقة في بغداد

عُقد في بغداد الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى الحضارات القديمة للمدة 4-5/12/2022، برئاسة د. فؤاد حسين نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية العراق، وحضر الاجتماع ممثلون عن الصين، وأرمينيا، وايطاليا وإيران، ومصر، واليونان، وبيرو، والمكسيك، ومنظمات دولية مثل تحالف الأمم المتحدة للحضارات، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية للثقافة والعلوم (اليونسكو)، وجامعة الدول العربية، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة. وعقد المشاركون جلسات لتبادل الأفكار بشأن حماية التراث الثقافي ومكافحة الاتجار غير المشروع بالتراث الثقافي. وافتتح الاجتماع، الدكتور فؤاد حسين وزير خارجية العراق، بكلمته والتي جاء فيها:
” اود ان ارحب بكم جميعا في بغداد في اجتماع منتدى الحضارات العريقة بنسخته السادسة الذي يعقد حضوريا في بغداد بعد سنتين من الانقطاع بسبب جائحة كورونا التي اجتاحت العالم والقيود التي فرضت علينا جميعا، انه لشرف كبير ان ينعقد منتدى الحضارات العريقة بدورته السادسة على المستوى الوزاري في بغداد وانه لمن دواعي سرورنا حكومة وشعبا ان نستضيفكم واعمال المنتدى في ارض بلاد الرافدين مهد الحضارات التي ساهمت بشكل كبير الى جانب الحضارات الاخرى التي ساهمت في اثراء مسيرة الحضارة والتراث الانساني الذي لايزال شاخصا بقيمه الانسانية حتى الوقت الراهن والذي يمثل ارثا مشتركا للبشرية جمعا وصورة متكاملة لتاريخها وتعايش شعوبها “،مضيفاً “يواجه العالم اليوم تحديات كبيرة بسبب الصراعات الحروب والازمات الكبيرة التي نتجت لاسباب متعددة منها اختلاف المصالح وفرض الارادات والانتشار الديني والعنصري المتطرف، وهنا يمثل الحوار الثقافي شرطاً اساسياً لتحقيق التماسك الاجتماعي وتعزيز التفاهم من اجل مواجهة الجهل، وتعزيز الاحترام المتبادل وتشجيع التعددية الثقافية، واذ يستضيف العراق منتدى الحضارات فأنه ينتهج رؤية تشاركية لاجندة هادفة تستند للدبلوماسية الثقافية بوصفها رافعة لمصادر القوى الناعمة والرمزية في حضاراتنا العريقة “. وفي ختام كلمته قال”نامل تعزيز التعاون الثنائي لاعادة القطع الاثرية المسروقة بما يتماشى مع القانون الدولي ووضع اليه مشتركة للحد من تهريب القطع الاثرية المشتركة، فقد كان للحكومة العراقية ومجلس النواب الدور بتشريع العديد من القوانين لحماية الاثار والابنية التراثية باعتبارها موروث ثقافي وعلمي تمثل الهوية الحضارية للمجتمع وتطورها عبر العصور”.
من جانبه، شدد ممثل الصين في الاجتماع، السيد لي كون، نائب وزير الثقافة والسياحة في الصين، ومدير المكتب الوطني للثقافة، في كلمته: إنه ينبغي للحضارة القديمة أن تؤدي دورها على نحو أفضل، وينبغي أن نبحث في الحكمة التاريخية للحضارة القديمة على الطريق الصحيح لمواجهة التحديات الحالية، وتعزيز العدالة والنظرة الصحيحة للحضارة بصوت تاريخ الحضارة، فلنجعل الحضارات القديمة سلما يربط بين الناس ويعزز التقدم المشترك، والتركيز على الجمال المشترك بين الحضارات من منظور التاريخ، مع التركيز على الجمال المشترك بين الحضارات، من خلال السعي المشترك إلى تحقيق الخير والسلام والتنمية السلمية ؛ لنجعل الحضارة القديمة تخدم التنمية البشرية والتقدم الاجتماعي، وتوفير الحياة المادية والروحية لشعوبنا، التي هي مصدر حضاري قوي للتنمية البشرية الشاملة. وبمبادرة من الصين، انضمت الحضارات القديمة إلى قوى الحضارة وتعزيزها، ويجب على أعضاء الحضارة القديمة أن يتحدوا، وأن يعملوا معا من أجل القيم الحضارية، وأن يفتحوا الطرق في الجبال، وأن يعيدوا إحياء الحضارة، وأن يعملوا معا من أجل رفاهية المجتمع البشري، وأن يسهموا معا في خلق أشكال جديدة للحضارة، وأن يبنوا مستقبلا أفضل للبشرية.
هذا وقد إتفق المشاركون في الاجتماع على أن العالم يواجه تحديات متعددة الأبعاد ومتعددة المستويات، وان الحوار بين الثقافات والحضارات ركيزة أساسية لتعزيز السلام العالمي وتحقيق التنمية المستدامة في العالم، وإن الاحترام المتبادل والتضامن والتعايش المتناغم هو الطريق الصحيح لتنمية الحضارة الإنسانية، وأكدت الدول الأعضاء مكرراً على الدور المهم الذي يؤديه منتدى الحضارات القديمة بوصفه منبراً للحوار والتعاون الثقافي، ويتعهد بإحياء روح الإعلانات الصادرة عن منتدى الحضارات القديمة، وتعزيز التضامن والحوار الدوليين من خلال الدبلوماسية الحضارية والثقافية، وزيادة توسيع البعد الثقافي للعلاقات الدولية، وتوجيه المجتمع الدولي إلى تقديم المزيد من الاسهامات، هذا وقد اصدر المجتمعون في المنتدى “بيان بغداد” في الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى الحضارات القديمة. وبعد انتهاء المؤتمر زار المشاركون مدينة بابل الاثرية وسط العراق.