البيان المشترك للجنة التنسيق العليا الأمريكية – العراقية البيان التالي صادر عن حكومتي الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية العراق
بداية النص:
ترأس نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية العراقي الدكتور فؤاد حســـين، وفد جمهورية العراق، ووزير الخارجية الأمريكي أنطوني ج. بلينكن، وفد الولايات المتحدة، اجتماعاً للجنة التنسيق العليا، وفقاً لاتفاقية الإطار الاســـــتراتيجي لعام 2008 لعلاقة الصداقة والتعاون بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية العراق. وجدد الوفدان عزمهما على تعميق العلاقة الاســـــــتراتيجية بين البلدين عبر مجموعة كاملة من القضـايا الثنائية، من أجل المصالح الوطنية لكل من البلدين، ومصـالحهما المشتركة في الاستقرار الإقليمي.
ويُعد هذا الاجتماع بمثابة أول اجتماع للجنة التنسيق العليا يركز على التعاون الاقتصادي، وتنمية قطاع الطاقة، وتغير المناخ، والذي يعتبر علامة على شـــراكة اســـــــتراتيجية ناضجة في ظل اتفاقية الإطار الاستراتيجي، وضـم الوفد العراقي ممثلين رفيعي المســتوى من مجلس النواب والبنك المركزي، ووزارة الخارجية، ووزارة النفط، ووزارة التخطيط، وزارة المالية، ووزارة الكهرباء، ومكتب رئيس الوزراء، ومبعوث العراق للمناخ، وحكومة إقليم كوردستان.
إضافة إلى وزارة الخارجية الأمريكية ضم الوفد الأمريكي رئيسة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية السيدة ســامانثا باور، والمبعوث الرئاســـي الخاص لتغير المناخ السيد جون كيري، ونائب وزير الخزانة والي أدييمو، والمنسق الرئاسي الخاص للطاقة العالمية والبنية التحتية آموس هوشـسـتين، والمنسق لمكافحة الفسـاد العالمي ريتشارد نيفيو، ومنسـق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسـط بريت ماكغورك، وكبار المسؤولين من وزارة الخارجية، والخزانة، والطاقة، والتجارة.
وناقش الجانبان التحديات التي يواجهها الاقتصاد العراقي، بما في ذلك أسـواق سعر الصرف الموازية.
ورحبت الولايات المتحدة بجهود الحكومة العراقية في سن الإصلاحات الاقتصادية، وأيضاً الإصلاحات في مجال السياسة النقدية، وتحديث القطاع المصرفي والمالي، ومكافحة الفساد، ومنع التلاعب بالنظام المالي- الإجراءات التي من شأنها أن تساعد في تعزيز الآفاق الاقتصادية للعراق، بما في ذلك تعزيز الأسواق المالية وأسواق الصرف. وجدد الوفد الأمريكي دعمه لجهود العراق المستمرة لبناء القدرات الفنية وتنفيذ المعايير الدولية لحماية النظام المصرفي من الجرائم المالية وغسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
كما أكد الجانبان العزم على مواصلة العمل معاً لتحديث النظام المالي في العراق من أجل تحسين أوضـاع الشعب العراقي.
وأكد الوفدان الأمريكي والعراقي تطابق وجهات النظر بأن السـعي لأجندة طموحة لاستقلال الطاقة أمر ضـروري لتحقيق أقصى قدر من الازدهار الاقتصادي للعراق وحماية سيادته. وابدى الوفدان موافقتهم على ان للعراق فرصـة تاريخية للاستثمار في مبادرات البنية التحتية للطاقة المصممة لتحسين خدمات الكهرباء للشـعب العراقي، وتأمين الاكتفاء الذاتي من الطاقة للعراق، وتخفيف الضـرر البيئي لكل من المناخ العالمي والصـحة العامة العراقية. تحقيقا لهذه الغاية، قرر الجانبان تسـريع الجهود لالتقاط الغاز المحترق، وتحديث البنية التحتية لتوزيع الغاز الطبيعي، وتقليل تسـرب الميثان، والربط الإقليمي لشبكة الكهرباء العراقية، وتحديث البنية التحتية للكهرباء في العراق، واستكشـاف فرص الطاقة المتجددة. وأشـاد الوفد الأمريكي بالتزام العراق بمشــاريع الربط الكهربائي الإقليمي مع الأردن والمملكة العربية السـعودية وهيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي.
وأكد البلدان على أهمية مكافحة تغير المناخ والتكيف معه، واستعرض الوفد العراقي ان العراق ســـيقوم قريباً بنشر استراتيجية حكومية شاملة لمواجهة التغير المناخي، كما أكد الجانبان التزامهما بتسريع التنفيذ لمشـاريع احتجاز الغاز المشتعل لتحقيق التخلص من الحرق التقليدي للغاز بحلول عام 2030، لتحقيق التعهد العالمي بشأن الميثان، واستعرضت الولايات المتحدة خطتها لتوسيع برامج تغير المناخ في العراق، بعد أن قدمت للعراق أكثر من 1.2 مليار دولار كمساعدات إنمائية على مدى السنوات الخمس الماضية.
كما أكدت المناقشات على أهمية الحاجة إلى مشاريع طموحة خاصـة بمزارع الطاقة الشمسية، وإنشـاء إطار تنظيمي لجذب الاستثمار في الطاقة المتجددة.
كما ناقش الجانبان أزمة المياه في العراق، وأعربت الولايات المتحدة عن نيتها لمواصلة مساعدتها الفنية لتحسين ممارسات إدارة المياه في العراق. ودعت الولايات المتحدة العراق لترشيح خبراء في إدارة المياه للمشاركة في برامج التبادل مع قادة الولايات المتحدة في هذا المجال، وأكد الوفدان على أهمية الاستفادة من التقنيات الحديثة في إدارة المياه الجوفية وكفاءة الري.
ورحبـت الولايات المتحـدة بـالتطورات الإيجابيـة فـي العلاقات بين الحكومـة الفيدرالية العراقيـة وحكومـة إقليم كوردســـــــتان والمفاوضـات الجاريـة بشـأن الميزانيـة الفيدراليـة لـعـام 2023 وقـانون الهيدروكربونات.
وأكـــدت الولايات المتحدة للوفـد العراقي أن القطاع الخاص الأمريكـي هـو الأفضـل فـي مجـال التكنولوجيـا وقدرته الفريدة على مواجهـة تـحـديات الطاقـة فـي الـعـراق. كمـا استضـاف مجلـس الأعمـال العراقي – الأميركـي فـي غرفة التجـارة الأمريكية، مائدة مستديرة للوفد العراقـي مـع 40 شركة أمريكيــة، ورواد الصناعة مـن الخبـراء فـي مجـال التقاط الغـاز، وتحـديث البنية التحتيـة للكهرباء، ومصادر الطاقة المتجددة. وبعـد هـذه الفعاليـة أعلنت غرفة التجـارة أنهـا سـتقود بعثتـين تجاريتين أمريكيتين إلى العراق في شهر حزيران لاستكشاف فرص الاستثمار.
بالإضافة إلى ذلـك، اشـار الوفـدان إلـى نـيـة مكتـب الممثل التجـاري للولايات المتحدة، ووزارة التجارة العراقيـة لبـدء التخطيط لاجتماع مجلـس اتفاقية إطـار التجارة والاستثمار فـي عـام 2023.
وتعد هذه الإتفاقية بين الولايات المتحدة والعـراق، بمثابـة منتـدى لـحـل العقبات التجارية، وتعزيز الاستثمار وفرص التجارة الثنائية بين البلدين.
وأعلـن الوفد الامريكـي أن سفارة الولايات المتحـدة فـي بغـداد بـدأت بالتـدريج فـي تقـديـم خـدمات منح التأشيرات لغير المهاجرين.
وأكدت الولايات المتحدة والعـراق أنهمـا يخططـان لعقد اجتماعات للجـان التنسيق المشتركة تحـت إتفاقية الإطـار الاستراتيجي، واجتماعـات إضافية للجنة التنسيق العليا، لمتابعة الاستثمارات فـي مجـال الطاقـة والاقتصـاد، والمناقشـات المتعلقـة بالمنـاخ التـي عقـدت خـلال اجتماعـات لجنـة التنسيق العليـا هـذه. وأكـد الوفـدان الأمريكـي والعراقـي تصـميمهما علـى تعزيـز العلاقـة الاستراتيجية بين البلدين.