مندوب العراق الدائم السفير محمد حسين بحر العلوم يلقي كلمة العراق في مجلس الامن

 شارك سعادة المندوب الدائم السفير محمد حسين بحر العلوم في جلسة مجلس الأمن التي عقدت في 12 آيار 2020 لمناقشة تقرير الأمين العام حول العراق في العراق، والإستماع الى الإحاطة التي قدمتها الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة مساعدة العراق (UNAMI) السيدة جنين هنس بلاسخارت، وقد كان لرئيس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي كلمة ألقاها بالنيابة عنه سعادة المندوب الدائم امام اعضاء المجلس الموقر، والتي تضمنت نبذة عن التطورات التي يشهدها العراق في الصعد المختلفة السياسية، والأمنية والإقتصادية ولاسيما بخصوص جهود تشكيل الحكومة الجديدة واولويات برنامجها الحكومي.

 وألقى سعادته كلمة العراق بالنيابة عن رئيس الوزراء والتي أكد في مستهلها على إن إرادة العراقيين صلبة لكسر التحديات الكبيرة التي يواجهها بلدهم في الصعد المختلفة السياسية والإقتصادية والأمنية والصحية، وإن العراقيين من ادنى العراق الى أقصاه في كردستان العراق يعملون سوياً دون كلل لتحقيق الإستقرار والتغلب على التحديات. وإن الحراك الشعبي الكبير الذي شهده العراق منذ تشرين الأول 2019 عبر إندلاع موجة التظاهرات جاءت تعبيراً عن حالة السخط الجماهيري بسبب نقص الثقة بالمؤسسات العامة والإخفاقات ف ي مواجهة التحديات. لذلك، نتفهم حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الحكومة الجديدة في ظل هذه الظروف، الأمر الذي يعدٌ إختباراً حقيقياً بإيماننا ببلدنا وقدرة شعبنا. إن حكومتي هي حكومة مواجهة أزمات وستعمل جاهدة من أجل توفير الحلول المناسبة. ولكي تكون الحكومة قادرة على الإيفاء بإلتزاماتها وتنفيذ أولوياتها يجب تحقيق ثلاثة شروط رئيسة وهي: صون سيادة العراق؛ تعزيز سيادة القانون وحصر السلاح بيد الدولة؛ ومنع الدول الأخرى من تحويل ارض العراق الى ساحة للصراعات او منطلقاً لتوجيه هجمات ضد دول ثالثة. وإن سيادة العراق وتعزيز إستقراره جوهرية لتعزيز الإستقرار وحفظ الأمن في المنطقة. ومن هذا المنطلق، يسعى العراق الى تعزيز علاقات الصداقة والأخوة مع دول الجوار جميعها.

 كما أشار سعادة المندوب الدائم الى اولويات الحكومة العراقية وأهمها (تكثيف الجهود لمواجهة جائحة كورونا، حصر السلاح بيد الدول وتعزيز سيادة القانون، صياغة مسودة ميزانية استثنائية تعزز قدرة العراق على مواجهة الأزمات المالية والإقتصادية ولاسيما إنخفاض اسعار النفط، إطلاق ورعاية حوار وطني شامل لتحقيق مطالب المتظاهرين ومحاسبة من تورط بالدم العراقي وإستهداف المتظاهرين، صون سيادة العراق وتكوين رؤية وطنية شاملة لإطلاق المفاوضات بخصوص بقاء القوات الأجنبية في العراق، مكافحة الفساد عبر سياقات قانونية فاعلة، وتعزيز قيم المواطنة وإحترام التنوع الديني، العرقي والقومي ومنع اي مظاهر للتمييز الطائفي او القومي).

و ذكر ايضا ان الحكومة لن تدخر اية جهود لتحقيق أهدافها وإنجاز اولوياتها، حيث أصدرت في إجتماعها الأول في 9 آيار مجموعة من القرارات لصالح المواطن وكالآتي (إطلاق الرواتب دون تأخير، تشكيل لجنة تقصي الحقائق لمحاسبة المتورطين في الإعتداء على المتظاهرين وتعويض ذوي الشهداء والجرحى، إطلاق سراح جميع المعتقلين ممن شاركوا في مظاهرات تشرين، تشكيل لجنة خبراء لدعم المفوضية المستقلة العليا للإنتخابات في جهودها لتنظيم إنتخابات مبكرة، وتشكيل لجنة خاصة للتهيئة الى المفاوضات الإستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية بما يحفظ سيادة العراق وأمنه). 

وسلط سعادة المندوب الدائم الضوء على جهود العراق في مكافحة الإرهاب والإستعداد الكبير لجميع صنوف القوات الأمنية العراقية لدحر الإرهاب، مع التأكيد على إن هذا الخطر لا يزال ماثلاً على العراق وشعبه، ويدعو المجتمع الدولي لدعم العراق في حربه ضد الإرهاب، كما رحب بجهود إعادة عوائل الإرهابيين الأجانب من النساء والأطفال – ممن لم يدانوا بإرتكاب جرائم ضد العراقيين – الى بلدانهم الأصلية.

و ذكر ايضا ان العراق يقاسي ظروفاً صعبة جداً لا يمكن لأية حكومة أن تواجهها بصورة منفردة دون الدعم الدولي. وإن تشكيل الحكومة في هذه الأوقات العصيبة يعدُ إنجازاً جديداً للديمقراطية في العراق، حيث تمت عملية تسليم السلطة بصورة سلمية وبما يتوافق مع الدستور. وبهذا الإطار، يتطلع العراق للحصول على دعم مجلس الأمن الموقر في الأمور الآتية (التنديد بإنتهاك السيادة العراقية ومنع تكرار هذه الإنتهاكات في المستقبل، دعم الحكومة الجديدة لمواجهة التحديات لاسيما بخصوص جائحة كورونا والأزمة المالية والإقتصادية في العراق، و تعزيز التعاون الفاعل مع العراق في مجال مكافحة الإرهاب).

 في الختام، قدم سعادة المندوب الدائم الشكر والتقدير للموقف الداعم الذي يبديه الأمين العام تجاه العراق، وتمنى إستمرار جهود المجتمع الدولي الداعمة للعراق وشعبه لتحقيق الإستقرار والإزدهار. كما تقدك كذلك بالشكر الى الممثل الخاص للأمين العام ورئيسة بعثة مساعدة العراق وفريقها في بغداد لجهودهم الكبيرة المبذولة طيلة عام كامل منذ آيار 2019، ويتطلع العراق الى مجلس الأمن لتجديد ولاية بعثة اليونامي لعام واحد.