الجعفريّ: المُواجَهة ضدَّ داعش تتطلـَّب البذل على مُستوى الدم، والمال، والعراق تحمَّل، ولايزال يتحمَّل مسؤوليَّة بذل الدم، من أجل الانتصار على داعش، وهو يُعَدُّ انتصاراً لكلِّ بلدانكم من دون استثناء لذا نتوقع منكم أن تساعدونا أكثر فأكثر
أكد الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيَّة العراقيَّة أن المُواجَهة ضدَّ داعش في العراق تتطلـَّب البذل على مُستوى الدم، وعلى مُستوى المال، وبذل جُهُود سياسيَّة، وأن العراق تحمَّل، ولايزال يتحمَّل مسؤوليَّة بذل الدم، وهو أعزُّ شيء، من أجل الانتصار على داعش، وهو يُعَدُّ انتصاراً لكلِّ بلدانكم من دون استثناء، ولايزال العراق مُلتزِماً بهذه الرسالة، وسيُواصِل دفاعه حتى يُحرِّر كامل الأرض العراقـيَّة.
جاء ذلك خلال كلمة العراق التي ألقاها الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيّة العراقـيَّة في المُؤتمَر الوزاريِّ لمناقشة الأزمة الإنسانيَّة بعد تحرير الموصل.
مُشيراً إلى أن العراقيين اختاروا بذل الدم من أجل تحرير بلدهم، وهذا كلـَّفنا عدداً ليس قليلاً من الشهداء، وكلُّ شهيد نفقده من خِيَرَةِ أبناء بلدنا يترك لنا زوجة أرملة، وأطفالاً أيتاماً، وآباءً وأمَّهات ثكالى، وفي الوقت نفسه ليس فقط الخسارة بالدم بل خسارة عدد ليس قليلاً من النازحين الذين تركوا مناطقهم، وقراهم، ومحالّ سكنهم، وهاجروا إلى مناطق أخرى.
مُبيناَ أن صيف 2014 كان الإرهابيُّون يُسيطرون على نسبة 40% من الأراضي العراقيّة، أمَّا الآن فلم يبقوا إلا في 10%، وأن الإرادة الوطنيّة العراقيَّة مُصِرّة، ومعها تضامن الإرادة الدوليّة في سبيل سحقهم إلى النهاية حتى ينتصر العراقيون كاملاً، وتتحرَّر الأرض المتبقية، وهي 10%.
وخاطب الدكتور الجعفريّ الحاضرين بالقول: نحن بأمسِّ الحاجة لمساعدتكم. العراق ليس بلداً فقيراً، العراق بلد غنيّ فيه ثروة نفطيّة، وفيه ثروة مائيَّة، وثروة حضاريَّة، وثروة زراعيَّة لكنه الآن يمرُّ بظرف استثنائيٍّ؛ لهذا السبب يُناشِدكم أن تقفوا إلى جانبه، والشعب العراقيّ عُمُوماً لن ينسى مَن يقف إلى جانبه خُصُوصاً في ظروف المحنة. اليد التي تمتدُّ لنا، وتساعدنا في ظروف المحنة ستبقى خالدة في ذاكرة العراقـيِّين عبر التاريخ.
مُشدداً على أن ما قدَّمه العراق من دماء من أجل الأسرة الدوليَّة، خصوصاً وأنَّ جنسيَّات الدواعش الذين دخلوا العراق تصل إلى أكثر من 100 جنسيَّة في العالم؛ إذن نحن لا نحارب فقط من أجل العراق، وإنما نحارب من أجل الدول المُتعدِّدة في العالم؛ وهذا بالنسبة لنا شرف أن نتواصل بذلك.
مُنوهاً: نحن أخذنا على عاتقنا البذل بالدم، لكنَّ البذل بالمال لا نستطيع أن نستغني عنه؛ لذا نتوقع منكم أن تساعدوا أكثر فأكثر، ونتمنى أن تـُترجَم المساعدات التي قدَّمتموها مشكورين بشكل عمليٍّ، وأن لا تتأخر؛ حتى تشقَّ طريقها مُباشَرة إلى موارد الحاجة، لأن معركة الموصل ليست بالبساطة التي كانت في الفلوجة؛ لكبر مساحة الأرض، وتعدُّد المُجتمَعيَّة في الموصل؛ لذا ستتطلب جهداً أكثر، وتضحيات أكثر.