ممثل العراق لدى الأمم المتحدة في نيويورك يلتقي المفوض السامي لحقوق الإنسان

استقبل ممثل جمهورية العراق لدى الأمم المتحدة في نيويورك، الدكتور عباس كاظم عبيد، المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، السيد فولكر تورك، في مقر الأمم المتحدة، حيث جرى خلال اللقاء بحث قضايا حقوق الإنسان على الصعيدين الدولي والإقليمي، إلى جانب مناقشة الآليات الأممية المعنية بحماية حقوق الإنسان وتعزيزها.

واستعرض ممثل العراق التقدم الذي أحرزته البلاد في مجال حقوق الإنسان من خلال التشريعات الوطنية والإجراءات الحكومية، بما في ذلك تشكيل مؤسسات مختصة تعزز منظومة الحماية لكافة الفئات الاجتماعية، بما يتماشى مع المعايير الدولية. وأعرب عن تقديره للدعم الفني والمساعدة التي قدمتها المفوضية السامية للمؤسسات العراقية خلال السنوات الماضية، ولا سيما في مجال بناء القدرات وتأهيل الكوادر، الأمر الذي مكّنها من إدارة هذا الملف وتنفيذ الالتزامات الدولية.

كما أشار ممثل العراق إلى الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، في ظل استمرار اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين وتدمير البنى التحتية، مشدداً على ضرورة تمكين لجنة التحقيق الدولية المستقلة من دخول الأراضي الفلسطينية المحتلة لرصد وتوثيق الجرائم، وفي مقدمتها استهداف المستشفيات والمدارس والمراكز التي تؤوي النازحين. وأكد دعم العراق الكامل لجهود المفوضية في هذا الصدد، داعيًا إلى تعزيز التحرك الدولي لوقف هذه الانتهاكات.

من جانبه، أشاد المفوض السامي بالتقدم المحرز في العراق في مجال حقوق الإنسان، وبالإجراءات الوطنية المتخذة في هذا الإطار، معرباً في الوقت ذاته عن قلقه العميق إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة. وأوضح أن المفوضية لم تعد قادرة على الوصول إلى القطاع بسبب العراقيل المفروضة، ومنها عدم منح التأشيرات للعاملين الإنسانيين. كما أشار إلى الأزمة المالية التي يواجهها مكتب المفوضية، حيث لم يُغطَّ سوى 73% من ميزانيته الأساسية، بالإضافة إلى خسائر تُقدّر بنحو 80 مليون يورو من التمويل الطوعي.

ودعا السيد تورك إلى مزيد من الدعم من الدول الأعضاء، ولا سيما مجموعة الـ 77 والصين التي تتولى العراق رئاستها حالياً، مؤكدًا سعي المفوضية إلى تطوير حلول مرنة لتعزيز استدامة عملها، من بينها توسيع دور المكاتب الإقليمية وتخفيف العبء عن المقر الرئيسي في جنيف، إلى جانب مراجعة النفقات والإجراءات التنظيمية.

وفي ختام اللقاء، جدد السيد عبيد استعداد العراق لدعم المفوضية السامية، مؤكدًا حرص بلاده، في إطار رئاستها الحالية لمجموعة الـ 77 والصين، على إبراز المواقف والأهداف والأولويات المشتركة للدول النامية، لا سيما ما يتعلق بتنفيذ الالتزامات في قضايا التنمية المستدامة وتمويلها، ونقل التكنولوجيا، وتحديات التغير المناخي، مشيراً إلى أن عدم الوفاء بهذه الالتزامات سينعكس سلبًا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية في الدول النامية.