كلمة العراق التي ألقاها الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيَّة العراقـيَّة في المُلتقى الوزاريِّ برعاية الاتحاد الأوروبيّ حول الأزمة في سورية
بسم الله الرحمن الرحيم
معالي رئيسة الجلسة المحترمة السيِّدة فيدريكا موغيريني
السادة ممثلو الدول والمنظمات المشاركة
السادة الحضور..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
كان من دواعي سُرُوري حُضُور مُؤتمَر بروكسل للمُدَّة 4-5 نيسان الماضي الخاصّ بدعم ومساندة مستقبل سورية، كما أتقدَّم إليكم بخالص الشكر، وموفور التقدير لدعوتكم الكريمة، ولإتاحة الفرصة للمُشارَكة في المُلتقى الوزاريِّ الذي يستضيفه الاتحاد الأوروبيّ الخاصّ بمناقشة التقدّم في تطبيق الالتزامات التي تمّ الاتفاق عليها في مُؤتمَر بروكسل، والتحدِّيات التي يواجهها، وكذلك لمناقشة الجُهُود الحاليَّة للحدِّ من العنف.
أودُّ من هذا المنبر أن أُؤكِّد بعض النقاط الخاصَّة بموقف العراق من هذه الأزمة:
- إنَّ العراق منذ بدء الأزمة في سورية عام 2011 كان، ومايزال فاعلاً إيجابيّاً لحلِّ الأزمة السوريَّة، وقد أعلن صراحة بأن لا حلَّ غيرُ الحلِّ السياسيِّ في سورية، إذ أصبح جليّاً أنَّ الحلَّ السياسيَّ وحده سيُساهِم في إرساء نظام ديمقراطيّ تعدُّديٍّ يُلبِّي المطالب المشروعة للشعب السوريِّ، ويُحافِظ على سورية دولةً مُوحَّدةً، وقويّةً، ومُستقِرَّة.
- إنَّ العراق يُشيد بإرادة الاتحاد الأوروبيِّ في المُشارَكة الجديَّة بإعمار سورية عند تبنِّي الحلِّ السياسيِّ، وتحقيق السلام، والديمقراطيَّة، وفقاً لما وَرَدَ في ستراتيجيَّة الاتحاد الأوروبيِّ من إجراءات تتمثَّل برفع التدابير التقيديَّة، واستئناف التعاون مع سورية، وحشد التمويل.
- إنَّ النجاح في تحقيق الأمن، والسلام، والاستقرار، والديمقراطية في سورية له نتائج إيجابيَّة بكلِّ تأكيد على العالم، والعراق خاصةً، ومن أهمِّ نتائجه هي دحر الإرهاب، وترسيخ الديمقراطيَّة، وحقوق الإنسان في المنطقة؛ وهذا بدوره سيُؤدِّي إلى الحدِّ من ظاهرة الهجرة، واللجوء.
- يرى العراق أنَّ نجاح ستراتيجيَّة الاتحاد الأوروبيّ للحلِّ السياسيِّ، والسلام، والاستقرار، والديمقراطية في سورية يتطلَّب جُهداً، وتعاوناً دوليّاً لتجفيف منابع الإرهاب، والكفِّ عن تسليح، وتمويل الجماعات الإرهابيَّة المُسلَّحة، ودعمها.
- إنَّ من مصلحة العراق إرساءَ نظام ديمقراطيّ تعدّديٍّ في سورية يُعبِّر عن حقوق، وتطلُّعات الشعب السوريِّ في تقرير مصيره، وبناء دولته، وإنَّ الانتصارات التي سطَّرها العراق على تنظيم داعش الإرهابيِّ، والجماعات الإرهابيَّة الأخرى تصُبُّ في مصلحة أمن، واستقرار سورية، والمنطقة، والعالم كله؛ لذا فإنَّ الدعم السياسيَّ، والاقتصاديَّ في عمليَّة إعادة الإعمار، والاستقرار في المناطق المُحرَّرة من العراق ما هو إلا دعم لسلام، وأمن، واستقرار المنطقة.
هنا أودُّ أن أثني على كلِّ جُهد ساهم، ويُساهِم في كسر شوكة الإرهاب سواءٌ داخل سورية، أم خارجها، كما أغتنم هذه الفرصة لشكر كلِّ مَن ساهم مادّيّاً، وسياسيّاً، وإنسانيّاً، وعسكريّاً، وأمنيّاً في تحقيق النصر العراقيِّ ضدَّ تنظيم داعش الإرهابيِّ، وأتمنى لهذا المُلتقى النجاح، وتحقيق الأهداف المرجوَّة منه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.