سفير جمهورية العراق في لاهاي يحضر اعمال الجلسة الافتتاحية للبرلمان الهولندي و الاستماع الى خطاب العرش
سفير جمهورية العراق في لاهاي يحضر اعمال الجلسة الافتتاحية للبرلمان الهولندي و الاستماع الى خطاب العرش
حضر سعادة السفير الدكتور هشام العلوي يوم أمس الجلسة الافتتاحية لاعمال البرلمان الهولندي، وهو تقليد سنوي يقام في مدينة لاهاي بتاريخ 17 ايلول من كل عام ومنذ 75 عاماً، بمشاركة كبار المسؤولين في الحكومة الهولندية وعدد كبير من السفراء ورؤساء بعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية الموجودة في هولندا.
وقد ألقى جلالة ملك هولندا ألكسندر فيليم، خطاب العرش موجهاً الى أعضاء الحكومة والشعب في المملكة، استحضر فيه بداية عملية تحرير هولندا في 17 أيلول من عام 1944 من الطغاة والمستعمرين، وبين فيه أنه وعلى الرغم من أن قيم الحرية والديموقراطية أصبحت من المسلمات بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، لكنها متجسدة بشكل مميز في هولندا الى جانب قيم التسامح والشعور بالمسؤولية، حتى أصبح كل شخص يتمنى العيش في ظل هذه القيم يسعى الى العيش في هولندا.
وأضاف جلالة الملك أن الجيل الذي كان هنا قبلنا هو الذي بنى هولندا كما هي اليوم، بضمير ووعي لكل ما يتطلبه منه الجيل الذي سيعيش فيها بعدنا من الشعور بالثقة وباستعادة الثقة بالمستقبل.
كما شدد جلالة الملك في خطابه على أهمية سيادة القانون واحترامه في تأسيس الديموقراطية القوية التي تؤمن حقوق الناس وتمنع من الجريمة والاجرءات التعسفية وسوء استخدام السلطة.
ثم استعرض الملك في خطابه جميع الملامح العامة لانجازات هولندا منذ تحريرها ولحد اليوم في توفير الحياة الكريمة والمستقبل الواعد لمواطنيها فيما يتعلق بتوفير فرص العمل واجراءات حماية البيئة واستصلاح الأراضي المنخفضة عموماً وتدابير المناخ والسيطرة على الانفاق الداخلي بما يضمن عدم الهدر بالطاقة وتحويل مصادرها الى الطاقة النظيفة التي تحافظ على البيئة.
كما أعلن الملك ان مجلس الوزراء سينشيء صندوقاً في عام 2020 للاستثمارت الكبرى كاقتصاد المعرفة والبنية التحتية، ويجب ان يوفر ذلك الأساس للمستقبل، ولإعطاء دفعة قوية لسوق الإسكان سيكون هناك خصم على ضريبة الملكية للجمعيات السكنية التي تبني المزيد من المنازل. وهنا أشار الملك الى الإجراء المثير للجدل “ضريبة الشركات ستكون أقل وستلغى ضريبة الأرباح”. إضافة الى توفير العناية الصحية والطبية والنفسية للمرضى وكبار السن، مؤكداً ان المملكة تسعى بكل جهودها لتطوير النظام الصحي الذي يهدف الى حمايتهم من أخطار الأمراض ومن الشعور بالوحدة والى رفع متوسط اعمارهم.
وقد خلص الملك في خطابه الى ان ثقة المواطنين بالمستقبل تتطلب شيئين هما توفير الخدمات العامة ذات الجودة العالية للمواطنين، والإهتمام بالطريقة التي يمثل بها المواطنون في الحكومة، وانه استجابة للرأي الإستشاري للجمعية الوطنية للنظام البرلماني ستتقدم الحكومة بمقترحات لتحديث وتبسيط النظام الانتخابي واعطاء دور أكبر للمصوتين للتأثير بالشخص المنتخب لعضوية مجلس النواب (House of Representatives) .
كما حذر الملك من أن النمو الاقتصادي سيكون معتدلاً خلال العام القادم، إذ أن الأمور حالياً تسير بشكل جيد في المملكة، لكن سيكون هناك أوقات يكون فيها الوضع الاقتصادي أسوأ، والسبب في ذلك يعود إلى النزاعات التجارية وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكسيت).
ومن بين المواضيع التي تحدث عنها الملك في خطاب العرش، انه منذ تحرير هولندا قبل 75 عاماً، أصبح لدينا يقين بأن رفعة هولندا ورفاهيتها تعتمد على ما يحصل في باقي أجزاء العالم، وأن محرري هولندا جاؤوا من خارج حدودها، ولذلك فلقد كانت التطلعات والوعود بمستقبل أفضل ذات قوة وتعبير ومضمون أكثر وضوحاً من خلال المنظمات الجديدة آنذاك مثل منظمة الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي والإتحاد الأوربي. وان وضع هولندا في قلب هذا البناء العالمي قد عاد عليها بفوائد عظيمة، إذ أن اهتمام هولندا بواجبها الدولي بالنهوض بقيم الحرية والديموقراطية وسيادة القانون هي امتداد لبعضها البعض، ولحقيقة أن قلب الدبلوماسية الهولندية يرتكز على التعاون الإنمائي الدولي، وان نشر قواتها العسكرية لغرض انجاز مهمات السلام الدولية له الفضل جزئياً بحالة الأمن والسلم التي تعيشها هولندا منذ 75 عاماً. ومع ذلك ، فإن العديد من جوانب النظام المتعدد الأطراف لما بعد الحرب في حاجة ماسة إلى التحديث، ومن الأمثلة على ذلك الحماية الدولية للأمن السيبراني ولحقوق النسخ الفكرية وفعالية صنع القرار في الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية.
وحول موضوع المهاجرين ذكر ملك هولندا أن عدد المهاجرين القادمين إلى أوروبا قد انخفض بشكل كبير مقارنة بعام 2015، لكن الضغط المستمر على حدود أوروبا الخارجية، والمصير المروع الذي يواجه العديد من المهاجرين الذين يحاولون عبور البحر المتوسط، بالإضافة إلى غياب التضامن المتبادل بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، كل ذلك يتطلب اتخاذ خطوات جديدة. ولذلك يتوجب على كل دولة القيام بدورها. وأضاف أن هولندا تستقبل اللاجئين دائماً، هؤلاء الذين يحتاجون مساعدتها بالفعل، وتوفر لهم فرصة المشاركة والعيش المشترك في البلاد، بما يرافقها ذلك من حقوق وواجبات. لهذا السبب بالتحديد يجب معالجة وضع طالبي اللجوء الذين ليس لديهم فرصة في الحصول على تصريح إقامة. وهنا أيضاً يجب على الاتحاد الأوروبي العمل معاً، وبالتشاور مع بلد المنشأ لهولاء المهاجرين، وبذلك يبقى الدعم المقدم لسياسة اللجوء الانساني والعادل سليماً.