السفير العلوي يشارك في ندوة خاصة حول منع التطرف العنيف.
السفير العلوي يشارك في ندوة خاصة حول منع التطرف العنيف.
بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة ليوم النصر الكبير على عصابات داعش الإرهابية في العراق، شارك سعادة السفير الدكتور هشام العلوي يوم الخميس 04-12-2020 في ندوة الكترونية خاصة نظمها المعهد العراقي (مؤسسة بحثية مقرها واشنطن ترأسها السفيرة العراقية السابقة رند الرحيم) تحت عنوان “بعد ست سنوات من الآن، كيف نمنع التأريخ من أن يعيد نفسه؟ دور المجتمع المدني ووسائل الإعلام في الحماية من التطرف العنيف”، بمشاركة مستشارية الأمن الوطني وسفارة مملكة هولندا في بغداد، وعدد كبير من الشخصيات الأكاديمية والمدنية من المختصين بموضوع الندوة من داخل وخارج العراق.
في بداية الندوة، أكد السيد ميشيل رينتنار، سفير مملكة هولندا في بغداد، أن الانتصار على الإرهاب واستقرار العراق والمنطقة يعني إستقراراً لأوربا والعالم عموماً، وأنه لأجل مكافحة التطرف العنيف فإن الحرب العسكرية عليه غير كافية، إذ لا بد من إستئصال البيئة الحاضنة له من خلال تغيير الظروف المؤدية إلى الإرهاب، بالتزامن مع الإهتمام بضحاياه وإحتواء المغرّر بهم للحيلولة دون إنخراطهم مجدّداً، مؤكداً أهمية إشتراك الجميع بهذه المهمة، لا سيما المجتمعات المحلية والمنظمات المدنية، دون إغفال الدور الحسّاس لوسائل الإعلام ونوعية الخطاب الإعلامي.
كما أوضح السيد هوب منرنديس، ممثل مملكة هولندا الخاص لمكافحة الإرهاب، ان انتشار التطرف والإرهاب يشكل خطراً للعالم اجمع، وأنه لن يكون أحد بمنأى عن شرّه، مذكّراً بالإنعكاسات السلبية على أمن أوربا مثلاً بعد بروز كيان داعش الارهابي في الشرق الأوسط عام 2014، وما عانته المجتمعات الأوربية من هجمات متتالية طالت المدنيين والمؤسسات المدنية والحكومية، وكيف انحسر الإرهاب بشكل ملحوظ في أوربا بعد هزيمة داعش في العراق، حتى إن الإتحاد الأوربي عقب ذلك خفّض مستوى الخطر من المستوى الرابع إلى المستوى الثالث، موضحاً أن السياسات الخاصة بمكافحة الإرهاب يتحتم أن تتسم بالشمولية، وأن تكون رادعة للإرهاب بقدر كونها احتوائية للطبقات الهشة من المجتمعات المحلية وعدم تركهم هدفاً سهلاً للتنظيمات الإرهابية، وليس ممكناً تحقيق ذلك دون إشراك المجتمع وتنظيماته المدنية.
ثم تحدث السيد علي عبد الله عباس مسؤول فريق تنفيذ إستراتيجية التطرف العنيف في مستشارية الأمن الوطني، موضحاً الخطوط العريضة للإستراتيجية ومسارات تنفيذها التي اشترك فيها العديد من الفاعلين الحكوميين كالمؤسسات الثقافية والتعليمية والإعلامية، والشركاء الدوليين من حكومات ومنظمات، علاوة على المشاركة الفعلية للمجتمعات المدنية المحلية المتأثرة والمتضرّرة من الإرهاب، وهذه من عوامل فاعلية الإستراتيجية التي تساهم في تحقيق أهدافها، مضافاً إلى اشتمالها على برامج تأهيل فكري في المحافظات المحرّرة، ومراقبة الخطاب الإعلامي من دون تضييق الحريات.
بعدها قدّم عدد من المشاركين مداخلات، ومنهم السيد عبد القادر الحسني الآلوسي، رئيس مجلس علماء الرباط المحمدي، الذي أكد ان حقيقة كون العراق مهداً لأقدم الحضارات أهّله لاستيعاب الرسالات السماوية المتعدّدة التي نزلت على أرضه، وأوجد تعايشاً بين أتباعها منذ آلاف السنين دونما اقتتال بينهم، ولذا فإن كل حركات التطرف التي وطأت أرضه دخيلة وواردة من الخارج وليست أصيلة في المجتمع العراقي، مؤكداً حتمية التصدي الفكري لعقيدة التطرف التي لها جذور تأريخية قديمة وتمظهرت بوجوه ومسميات مختلفة ولكنها تلتقي في الأصل نفسه، وهو ما ينبغي تهديمه وإظهار زيفه وإنحرافه لمنع تأثيره على الشباب.
جديرٌ بالذكر أن سفارة جمهورية العراق في لاهاي تعمل بالتنسيق مع الجهات العراقية والهولندية من اجل توقيع مذكرة تفاهم للتعاون الأمني بين وزارة الداخلية العراقية ووزارة العدل والامن الهولندية، ومذكرة تفاهم أخرى للتأهيل والتدريب في مجال مكافحة الإرهاب بين مستشارية الامن الوطني والمعهد الدولي لمكافحة الإرهاب ICCT في لاهاي.