السفارة العراقية تنظم برنامجاً خاصاً بمناسبة الذكرى السابعة لمجزرة طلبة وجنود “معسكر سبايكر” في تكريت.
السفارة العراقية تنظم برنامجاً خاصاً بمناسبة الذكرى السابعة لمجزرة طلبة وجنود “معسكر سبايكر” في تكريت.
اقامت السفارة يوم الجمعة 4/6/2021 حفلاً تأبينياً بمناسبة الذكرى السابعة لمجزرة طلبة وجنود (معسكر سبايكر) في تكريت، بحضور عدد من ممثلي الاحزاب والمؤسسات العراقية وأبناء الجالية العراقية في مملكة هولندا، فضلاً عن بعض الشخصيات الهولندية مثل السيدة (مونيكا دي فوس فور فاين)، عضو مجلس بلدية (ألفين آن دن راين) عن حزب الشعب للحرية والديموقراطية (VDD)، والسيد (بيتر كنوبي)، الباحث والمحاضر في معهد كلينيندال ومنظمة (Spark) الهولندية، و(بول ايمانوفيسكس) مدير قسم الآثار والأنثروبولوجيا في اللجنة الدولية لشؤون المفقودين (ICMP).
استهل الحفل بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم، تم بعدها عزف بعدها النشيد الوطني والوقوف دقيقة حداد مع قراءة سورة الفاتحة على ارواح شهداء مجزرة سبايكر خصوصاً وشهداء العراق عموما.
وعرض خلال الحفل فيلمان وثائقيان حول هجوم عصابات د١ عش على مدينة الموصل وضواحيها في صبيحة يوم 10/6/2014 وما قامت به من جرائم بشعة بحق السكان المدنيين الأبرياء، والثاني حول أحداث مجزرة سبايكر مع شهادات حية لبعض الناجين من المجزرة.
كما قدم السكرتير ثالث عباس لفتة حميد عرضاً مفصلاً حول جهود الجهات العراقية المختصة لتوثيق جرائم التنظيم الارهابي، وعمل فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من قبل عصابات د١ عش الإرهابية (UNITAD).
وتخلل العرض أفلام وثائقية عن اصدار فتوى الجهاد الكفائي من قبل سماحة السيد السستاني والتي تشكلت على أثرها قوات الحشد الشعبي ملبيةً نداء المرجعية الرشيدة، وبعض المشاهد الحية للمجازر الوحشية التي ارتكبتها عصابات د١ عش بحق أبناء الشعب العراقي من الأيزيديين والمسيحيين والشبك والتركمان الشيعة في محافظة نينوى وجبل سنجار، وفي المناطق الغربية من العراق. كما تم عرض بعض المشاهد الحية لمجزرة طلبة وجنود معسكر سبايكر التي ارتكبت مثل هذا التاريخ منذ سبع سنين في مدينة تكريت، وبعد ذلك قرأت بعض الأجزاء من خطاب رئيس فريق الأمم المتحدة المكلف بالتحقيق في مجزرة سبايكر (كريم أسعد احمد خان) التي وردت في التقرير السادس للفريق والذي صدر يوم 12/6/2021.
ثم ألقى سعادة السفير الدكتور (هشام العلوي) كلمة بالمناسبة باللغتين الأنكليزية والعربية جاء فيها:
” نجتمع اليوم لنشارك ابناء شعبنا العراقي الأبي بتذكر جرائم تنظيم د١ عش الأرهابي ومرتزقته التي نالت من العراقيين بمختلف طوائفهم، وخاصة المجزرة التي ارتكبها عناصر التنظيم الإرهابي وبعض الحاقدين الطائفيين من أزلام الطاغية صدام بحق طلبة وجنود معسكر سبايكر في تكريت، ونستحضر، في نفس الوقت، بطولات أبطال العراق الذين لبوا نداء الوطن واستجابوا لفتوى سماحة آية الله العظمى، السيد علي السيستاني دام ظله، في معركتهم البطولية لتحرير مدن العراق، هذه المعركة التي أبلى فيها شباب وكهول وشيوخ العراق بلاءً حسناً وقدموا فيها، طوال ما يزيد على ثلاث سنوات، عشرات الآلاف من الشهداء وأضعاف ذلك من الجرحى والمصابين، وسطروا صفحاتٍ مشرقة من تاريخ العراق بأحرفٍ من عزٍ وإباء، ورسموا خلالها اجمل صور البطولة والفداء وأظهروا أروع ما يحملون من الصور الإنسانية الجميلة دفاعاً عن أرضهم وكرامتهم ومقدساتهم.
وفي هذه المناسبة نقف بإجلال وإكبار أمام تضحيات شهدائنا الأبرار كافة، الذين سقوا تراب الوطن بدمائهم الزكية وصنعوا لنا هذا النصر المبين، ونستذكر بفخرٍ وتقديرٍ عالٍ دور قادة النصر الأبطال، ونحيي جهود أبناء القوات المسلحة بمختلف صنوفها، وقوات الأمن الداخلي والحشد الشعبي والعشائري والبيشمركة، الذين تدافعوا صفاً واحداً الى خنادق الشرف وخطوط الجبهات دفاعاً عن شرف العراق وشعبه ومقدساته. كما نتوجه بأسمى آيات الإحترام والتقدير الى الأحبة من أسرهم وعوائلهم، والى الجرحى والمعاقين، والى المقاتلين الأبطال الذين لا يزال الكثير منهم يواصلون الذود عن الحمى ويواجهون الإرهابيين بكل بسالة، ويتعقبون خلاياهم المستترة في الكثير من المناطق من غير كللٍ او ملل، فنتوجه لهم جميعاً ببالغ الشكر وخالص الدعاء.
كما نتقدم بالشكر الجزيل والعرفان الكبير لكل من وقف الى جانب العراقيين ودعم مجهودهم الحربي وهب لنجدتهم في التصدي لهذه الشرذمة من شذاذ الآفاق من التكفيريين الذين أوغلوا بدماء الأبرياء وسبوا الحرائر.
ونرى من المناسب استثمار هذه الفرصة لتأكيد التزام الحكومة العراقية ببناء الجيش وسائر تشكيلات القوات المسلحة العراقية وفق أسسٍ مهنية رصينة ، ليكون ولاؤها للوطن وتنهض للدفاع عنه ضد أي عدوانٍ خارجي وتحمي نظامه السياسي الديموقراطي الجديد المنبعث عن ارادة الشعب وفق الأطر الدستورية والقانونية. كما نؤكد ان العمل على تحسين الظروف المعيشية في المناطق المحررة واعادة اعمارها وتمكين أهلها النازحين من العودة اليها بعزٍ وكرامة هي من اولويات المنهاج الحكومي.
أيتها الأخوات، أيها الأخوة:
ان تجربة السنوات السبع الماضية، بالرغم من مرارتها كانت مليئةً بالدروس والعبر، وجديرةً بالإستفادة منها في حفظ الأمن وعدم التهاون مع مهدداته الداخلية او الخارجية، وتفكيك الحواضن الإرهابية وتفعيل الجهد الاستخباري والتنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية وتشكيلات القوات المسلحة بصنوفها المختلفة والمراقبة اليقظة للتمييز بين العدو والصديق، وأهمية تعزيز وحدة الصف الوطني وتحسين الجبهة الداخلية في مواجهة التحديات والعمل المشترك من أجل تحقيق ما يتطلع اليه شعبنا بجميع مكوناته والتعامل مع الفرقاء السياسيين بغية السيطرة على الأزمات المتفاقمة ومعالجة البطالة والفقر وتوفير فرص الحياة الكريمة لشبابنا وضمان مستقبلهم، والمضي قدماً في تهيئة كافة مقدمات انجاز الإنتخابات المبكرة في أجواءٍ تبعث على الثقة والإطمئنان بنزاهتها وتعبر عن الإختيار الحر لمواطنيها.
ان امامنا اليوم معركةٌ مصيريةٌ أخرى، وهي معركة الإصلاح والبناء من اجل تجاوز آثار عدة عقود من السياسات الخاطئة والحروب العبثية والحصار الإقتصادي والفساد وضعف أداء مؤسسات البلد. وقد سبق وأكدت المرجعية الدينية في خطبة النصر قبل اربعة اعوام “ان هذه المعركة التي تأخرت طويلاً لا تقل ضراوةً عن معركة الإرهاب إن لم تكن أشد وأقسى، والعراقيون الشرفاء الذين استبسلوا في معركة الإرهاب قادرون بعون الله تعالى على خوض غمار هذه المعركة والإنتصار فيها ايضاً إن أحسنوا ادارتها”. ومن المؤكد ان التعاون ووحدة الكلمة والمشاركة الفاعلة من قبل الجميع واتباع الأساليب السلمية هي من الشروط الأساسية للانتصار في هذه المعركة المهمة والمصيرية.
أخيرا، نود التذكير ان النصر على عصابات داعش الإرهابية منجزٌ ومكتسبٌ يجب ان نتباهى به امام بقيةِ شعوب الأرض التي لا زال الكثير منها يعاني، حتى هذه اللحظة، من ويلات الفكر الد١ عشي الإرهابي المقيت، مؤكدين الحاجة الى البناء على ما تحقق وجعله بداية لتحقيق إنتصاراتٍ أخرى تتعدد وتتنوع وتزداد يوماً بعد آخر، ولاينبغي الركون الى الفتور والبرود لأن العدو لم يبرد بعد ولا يزال يعيش حالةً من التخبط والفوضى وربما يستعد لجولاتٍ جديدة من المنازلة، فالفكر الإرهابي ما زال حياً ويحاول ان يستغل كل فرصةٍ لتنقض خلاياه النائمة على الآمنين من أبناء شعبنا.
تحية وفاءٍ للشهداء والجرحى الذين صنعوا الإنتصار ولعوائلهم الكريمة، وللمقاتلين الأبطال من أبناء قواتنا المسلحة والأجهرز الأمنية بمختلف تشكيلاتها، والذين ما زالوا يتصدون لقابا داعش ويدافعون عن وطنهم وشعبهم ويقدون التضحيات الغالية في كل الساحات، ولكل الذين ساندوا وصبروا وصابروا وثبتوا حتى تحقق النصر الكبير فلهم منا ومن شعبنا كل الشكر والإحترام والتقدير.
حفظ الله قواتنا الأمنية ومرجعيتنا الدينية العليا والعزة للعراق والعراقيين.
وفي نهاية كلمته توجه بالدعوة لإعادة قراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء والدعاء بالشفاء العاجل للجرحى.
وقد انتهى الحفل بمشاركة السيد السفير العلوي وطاقم السفارة، مع الحضور من افراد الجالية العراقية والضيوف الآخرين، وجبةً من الطعام أعدتها السفارة احتفاءً بضيوفها الذين حضروا هذه المناسبة.