نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجيَّة فؤاد حسين يُشارك في حفل الذكرى العشرين لحادثةِ تفجيرِ مقر بعثة الأُمم المتحدة في بغداد عام 2003
بسم الله الرحمن الرحيم
سعادة الممثل الخاص للأمين العامّ للأمم المُتحِدة السيِّدة جينين بلاسخارت المحترمة.
السيّدات والسادة الموظفين العاملين في مكتب الأمم المُتحِدة ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة في العراق المحترمين.
الحضور الكرام
السلام عليكم وطاب صباحكم
شكراً جزيلاً على دعوتكم ليّ ويشرفنيّ أنَّ أقف هنا وأشارك معكم الذكرى العشرون على فقدان أولئك الذين خدموا الإنسانيَّة والعمل الإنسانيّ لجعل العالم مكاناً أفضل في كل عام وفي هذا اليوم، نتذكر ببالغ الحزن جميع العاملين في الخدمة الإنسانيَّة في جميع أنحاء العالم الذين ضحوا بحياتهم لخدمة القضايا الإنسانيَّة. ويعتبر يوم 19 آب/ 2003، من بين أكثر الحوادث المأساوية في تاريخ العراق، حيث فقدنا والمجتمع الدوليّ جراء التفجير الإرهابيّ لمقر الأمم في فندق القناة في بغداد السيِّد سيرجيو فييرا دي ميلو وزملائه الذين قدموا التضحيات من أجل تخفيف معاناة ضحايا الحروب والأزمة الإنسانيَّة. إذ كانت خسارتنا للسيِّد دي ميلو مع زملائه وغيرهم من العاملين في المجال الإنسانيّ مؤلمة بالنسبة لنا، ورغم أنَّ هذه الحادثة أظهرت استجابة الأمم المُتحِدة وشركائها وتضامن المجتمع الدوليّ مع العراق، الا أننا على ثقة تامة أنَّ إنجازاتهم ستبقى خالدة، وستظل ذكرياتهم إرثاً خالداً للأجيال القادمة.
وأغتنم هذه المناسبة لأتقدم بأحر التعازيّ لأسرة السيِّد سيرجيو فييرا دي ميلو وأسر الضحايا وأصدقائهم وزملائهم وجميع العاملين في مجال المساعدة الإنسانيَّة الذين ضحوا بحياتهم، وخالص تحياتنا إلى الناجين من الجرائم الإرهابيَّة.
وفي الوقت الذي نشيد بشجاعة وجهود والتزامات العاملين في المجال الإنسانيّ الذين يواصلون مساعدة الناس في جميع أنحاء العالم من خلال تعزيز القيم الإنسانيَّة والتضامن، نعربُ عن تضامننا مع الأشخاص المتضررين من الأزمات الإنسانيَّة سواء جراء الجرائم الإرهابيَّة أو النزاعات والحروب أو الكوارث الطبيعيَّة وتداعيات تغييرات المناخ والجفاف.
كما أتقدم بخالص الشكر والامتنان لأعضاء جميع بعثات الأمم المُتحدة الذين يؤدون واجباتهم في بغداد لمواصلة مهامهم النبيلة في تحقيق الاستقرار والازدهار والأمن في العراق.
سيداتيّ وسادتيّ..
في نفس التاريخ وبعد ست سنوات، 19 آب / 2009 ، شـهد العراق مأساة وطنيَّة حقيقيَّة حيث أنفجرت شاحنة مفخخة خارج وزارة الخارجيَّة العراقيَّة، مما أدى إلى إستشهاد (47) من زملائنا الأعزاء ونحو 600 جريح. وهنا أود أنَّ أؤكَّد بأنَّ الإرهاب لم يردع الناجين من تفجير فندق القناة عن مواصلة مهماتهم الإنسانيَّة بكرامة ومثابرة، ولزملائنا في وزارة الخارجيَّة الذين ما زالوا يؤدون واجباتهم بعزم. وأعرب عن تضامني مع العائلات التي فقدت أحبائها وأحييّ شجاعتهم وصمودهم لأنهم يمثلون أمثلة حية تثبت أنَّ جرائم الإرهاب لنشر الظلام والخوف لن تسود أبدا.
السيّدات والسادة الحضور الموقرون،
أغتنم هذه الفرصة لتجديد التزام العراق بدعم جميع الإجراءات الهادفة إلى تخفيف معاناة ضحايا الأزمات الإنسانيَّة، وإعادة التأكيّد على استعداد العراق القويّ لمواصلة جهوده لمكافحة الإرهاب في جميع أنحاء العالم.
ونجدد التزامنا بدعم جميع الإجراءات الراميَّة إلى تخفيف معاناة الضحايا، وأؤكد من جديد أستعداد العراق القويّ لمواصلة جهوده لمكافحة الإرهاب في جميع أنحاء العالم.
ختاماً أعرب عن إمتنانيّ لجميع العاملين في المجال الإنسانيّ اينما كانوا والذين خاطروا بحياتهم وكرسوها في تقديم المساعدات الإنسانيَّة.