جولة مشاورات سياسية تجمع وكيل وزارة الخارجية للعلاقات الثنائية بنظيره الألماني

استقبل وكيل وزارة الخارجية للعلاقات الثنائية، السفير محمد حسين محمد بحر العلوم، يوم الاربعاء الموافق 22 كانون الثاني 2025، نظيره الألماني السيد توبياس لندر، والوفد المرافق له، في مبنى وزارة الخارجية في بغداد، حيث عُقدت جولة مشاورات سياسية تناولت عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

أكد السيد الوكيل، خلال المشاورات، أن الحكومة العراقية نجحت في إدارة الأوضاع بحكمة، متجنبة تداعيات الحرب الإقليمية المتصاعدة، من خلال تبني منهج الحوار. وأشار إلى أن العراق يعتمد نهج “الدبلوماسية المنتجة”، القائم على التكامل الاقتصادي مع دول المنطقة لتعزيز الاستقرار والسلام. كما تطرق إلى الدور الإغاثي الفاعل الذي يقوم به العراق لدعم الشعبين الفلسطيني واللبناني، مؤكداً أن بغداد أصبحت مركزاً دبلوماسياً إقليمياً ودولياً مؤثراً، خاصة في ظل المشاريع الاستراتيجية الكبرى مثل مشروع “طريق التنمية”، ودور الوساطة العراقية في حل النزاعات الإقليمية.

تطرق السيد الوكيل أيضاً إلى التطورات الأخيرة في سوريا، مشيراً إلى أوجه التشابه بين ما شهدته سوريا مؤخراً وما مر به العراق عام 2003. وشدد على ضرورة احترام إرادة السوريين في تحديد مستقبلهم السياسي، مع مراعاة التعددية المجتمعية. ودعا إلى الاستفادة من التجربة العراقية ودعم الجهود لإطلاق حوار شامل يهدف إلى تحقيق الاستقرار المستدام. وفي سياق متصل، حذر من تنامي خطر تنظيم داعش مؤخراً، مؤكداً أهمية التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة هذا التهديد المشترك.

اتفق الجانبان على أهمية بذل المزيد من الجهود لتخفيف التوتر في المنطقة، وتعزيز الدعم الإغاثي والإنساني، إضافة إلى الدور المحوري للدبلوماسية في معالجة الملفات الإقليمية. كما شددا على ضرورة تكثيف التعاون والتنسيق في مكافحة الإرهاب، والعمل على بناء نظام ديمقراطي في سوريا يعكس التنوع المجتمعي ويحترم حقوق الإنسان والمرأة.

من جانبه، أشاد السيد توبياس لندر بالتحسن الكبير في الوضع الأمني والتطور الاقتصادي في العراق، مؤكداً أن هذا التحسن أصبح ملموساً مقارنة بزياراته السابقة. كما أعرب عن رغبة الحكومة الألمانية في تعزيز التعاون الاقتصادي مع العراق. وفي هذا الإطار، طالب السيد الوكيل الجانب الألماني بإعادة النظر في تقييم الوضع الأمني في العراق، موضحاً أن تحذيرات السفر الحالية لا تعكس التطورات الإيجابية، وتعيق مسار التنمية وتعزيز التعاون الاقتصادي. واستشهد بقرار بريطانيا الأخير بتخفيض مستوى التحذير الأمني حول العراق، الذي يعكس إدراكاً أوروبياً للتحسن الأمني الملحوظ، معرباً عن أمله في أن تتخذ ألمانيا خطوة مماثلة تسهم في تعزيز تواجد الشركات الألمانية في السوق العراقية الواعدة.

في ختام اللقاء، اتفق الجانبان على مواصلة التنسيق والمتابعة لتنفيذ ما تم مناقشته، وتعزيز الحوار المشترك بما يخدم مصالح البلدين الصديقين.