وزير الخارجيَّة : حان الوقت لأنَّ تكونَ المرأة نصفَ المُجتمَعِ في الإدارةِ والقيادةِ

نص كلمة وزير الخارجيَّة فؤاد حسين في الحفل الذي أقامته وزارة الخارجيَّة بمُناسَبة يوم المرأة العالميّ 2022/3/8

السلام عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ؛

يسعدُنيّ أن نلتقيَّ هذا اليوم ونحنُ نَحتَفيَ بالمرأةِ أُماً وأُختاً وشريكةً في العملِ والوطنِ والقرار، هو يومٌ يعني التركيزَ على الكفاحِ التاريخيِّ للمرأة، وهو بمنزلةِ إحتفالٍ لتتويجِ إنجازاتِها، ومُساهَماتها في المُجتمَع؛ لذا نتقدّم لكلِّ إمرأةٍ بالمُبارَكة، والتهنئةِ، مع تمنياتِنا لها بمسيرةٍ مكللةٍ بالمُنجزِ الإنسانيِّ النوعيّ.

وكما أنّ المرأةَ نصفُ المُجتمَع كَمّاً، فقد حان الوقت لأن تكونَ المرأة نصفَ المُجتمَعِ في الإدارةِ، والقيادةِ. وفي هذه المُناسبة العالميّة نُؤكِّدُ دعمنا للمرأة، ومساواتها مع الرجل، وعدم التمييزِ، ونبذِ العنفِ ضِدّهاً، وضمان التعليّم الجيّد، والمُشارَكة الفاعلة في إدارةِ حاضر الحياة، ومُستقبلها.

تحيةً لأمهاتِنا وأخواتِنا وبناتِنا وزميلاتِنا، تحيةٌ لمن صَنَعنَ أمجادنا وأطلقنَ أحلامنا ونشر أسسِ الوفاءِ والانتماء.. تحيةُ تقديرٍ مشفوعةٍ بالعرفان لمن أنتجنَ كبرياءَ العراقِ وأنجبنَ كلَّ هذا الأمل المُمتد.. لِمَن جئنَ من إصرار الشهداء  وقدّمنَ دروساً في التاريخ بأحرفٍ من نور.

السيدات والسادة الحضور

إنّ تمكينَ المرأة مسؤوليةٌ كبيرةٌ تقعُ ضمن أولويات الحكومة العراقيَّة، ولتحقيقها يجب أنّ تتعدى حدود النظريات للانتقالِ إلى مرحلة التطبيق وأن تتجاوز كلَّ العوائق من خلال منح الحقوق وتحقيق العدالةِ الاجتماعيّةِ والمساواةِ بين الجنسين والقضاء على جميع أشكالِ التمييزِ والعنف، وبما يضمن الوصولَ إلى الهدفِ المنشودِ منها، إذ إن تحقيقَ الازدهارِ والتنميةِ لا يمكن أنّ يتمَّ الا من خلال تمكينها في المجالات كافة للمساهمة في بناء التغيير الإيجابيّ الفاعل.

 أعربُ عن تقديري العالي للجُهُودِ التي بذلتها الجهات الحكوميّة القطاعيّة المعنية بإقرارِ الخطة الوطنيّةِ الثانيّةِ لقرار مجلس الأمن رقم (1325) المعنيّ بالمرأة والسلام والأمن، كونها تمهد الطريقَ لتمكينها .

إنَّ إشراكَ النساء في مراكز صنع القرار يُعدُ أمراً بالغَ الأهميّةِ ويعيدُ للمرأةِ المَرجُوَّ منها في  رسم مُستقبلٍ أفضل لجميع أفراد المجتمع ويعزّزَ ثقتها في رسم غدٍ مُشرقٍ لها، تتسنم فيه دورها الرياديّ.

إنَّ ما تقدّمَ ذكرُهُ لم يكن ببعيد عن السياسة التي تنتهجُها وزارتنا في بناء وتوظيف قدرات موظفاتها وتشجيعهنَّ على تبوّءِ المناصبِ الهامّةِ وإشراكهِنَّ في مفاصل العمل المتعددة فيها.

ويغمرنيّ شعورٌ بالسعادة والفخرِ وأنا أرى بين ملاكاتِ الوزارة هذه الكوكبةُ الرائعةُ من النساءِ الفاعلات في العمل، وأتطلَّعُ إلى رؤيتهِنَّ في مناصبَ قياديّة هامّة في الوزارة وفي بعثاتنا في الخارج.

لقد واجهت المرأةُ العراقيَّة ظروف قاهرة لا سيما مجابهتِها قوى الظلام الوحشية، والقتلِ الجماعيّ الذي إنتهجتُه جماعات التطرّفِ  والتكفير.

لقد قدّمت المرأةُ في تلك الأيام العصيبة ومازالت إلى اليوم مختلف صورِ  رباطة الجأشِ والشجاعة والصبر في أحلكِ المواقف وأسهمت بشكل بنيوي في رعاية القيم الأخلاقيّة النبيلة لمجتمعنا والحفاظ عليها، فقد ألهَمَت الجميعَ العنفوانَ وحُسنَ التدبير وتكريس العبرِ والدروس، ولكلِّ ذلك فنحنُ نحيّيها في هذه المُناسبة أينما كانت لتحمُّلهاالأعباء بصبرٍ وثباتْ.

وهُنا أُشيدُ بإقرار مجلس النوّاب العراقيّ لقانونِ حمايةِ الناجيات الايزيديات رقم (8) لعام 2021، الذي يهدف إلى إنصافِ النساء العراقيّات بعد تعرضهنَّ إلى أبشعِ الجرائمِ التي عرفتها الإنسانيّة، على أيدي عناصرَ تنظيم داعش الإرهابيّ، وتعويضهنَّ عن الانتهاكاتِ  التي مُورست بحقهنَّ وتقديم البرامج التي تهدف إلى التأهيلِ النفسيّ المُناسب لضمانِ عودتهنَّ السليمةِ إلى المجتمع وممارسة حياةٍ كريمة.

كما نُشيدُ بحضور المرأةِ الفاعل ضمن ملاكاتِ الجيش الأبيض،ودورها في مواجهةِ الآثار السلبية لجائحة كورونا التي إجتاحت العالمَ بأسرهِ وعانى منها العراق .

وختاماً لا يسعنا الا أنّ نثمّنَ عالياً دورَ المرأةِ العراقيَّة، وأنَّ ننحَنيَّ إجلالاً للنساء اللواتي قدمنَّ أرواحَهُنَّ في سبيلِ تحريرِ الوطنِ والخلاصِ من الإرهاب، ولكلِّ من سُبينَ وعُذِّبنَ في السجونِ والمعتقلات، فأجملِ التحيّاتِ للمرأةِ التي قدّمت ومازالت تقدِّم.

والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُهُ.