وزارة الخارجيّة تقيم حفلاً تأبينيّاً بالذكرى السنويَّة الحادية عشرة للحادث الإرهابيِّ الذي طال مبنى الوزارة

أقامت وزارة الخارجيّة حفلاً تأبينيّاً بالذكرى السنويَّة الحادية عشرة للحادث الإرهابيِّ الذي طال مبنى الوزارة، وأودى بحياة عدد من موظفيها، ووضع السيِّد الوزير إكليلاً من الزُهُور على النصب التذكاريِّ في مقرّ الوزارة، وألقى كلمة، إليكم نصّها:

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته..
قال الله -تبارك وتعالى- في مُحكَم كتابه العزيز:
((وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ))
{آل عمران/169}

نلتقي اليوم بمناسبة الذكرى الحادية عشرة للتفجير الإرهابيّ الذي طال مبنى وزارة الخارجيّة يوم الأربعاء الدامي الموافق 19 آب عام 2009، وراح ضحيته كوكبة من الشهداء من موظفي وزارة الخارجيّة، وعدد من المدنيّين، فقد استشهد اثنان وثمانون مواطناً بينهم خمسة وأربعون من موظفي وزارة الخارجيّة، وستمائة وثلاثة عشر جريحاً.
فإننا في الوقت ذاته نُقدّر حجم المُعاناة التي مرّت بها عوائلهم والذين عانوا من ويلات الحادث الارهابي الجبان، ووفاءً لدماء الشهداء والجرحى نقف إجلالاً لما قدموا من تضحيات طالت الدبلوماسية العراقية. ان التضحيات التي قدمتها وزارة الخارجية العراقية جنباً إلى جنب مع التضحيات التي قدمتها القوات المسلحة بمختلف صنوفها ومسمياتها في دحر الارهاب وحفظ كرامة الانسان العراقي تعيد التأكيد على أهمية الرسالة التي يحملها الدبلوماسيون في الدفاع عن العراق، وكشف الوجه الحقيقي للتطرف الذي تنتهجه التنظيمات الارهابية بمختلف مسمياتها.
ان استهداف وزارة الخارجية لانها واجهة العراق للتصدي للارهاب والتطرف العنيف المؤدي للارهاب في المحافل الدولية. ان التفجير الغادر الذي نستذكره اليوم لم يكن الوحيد الذي تعرضت له الوزارة فقد سبقه وتلاه عدد من حوادث التفجير والاغتيال الذي طالت نخبة من موظفي وزارة الخارجية حيث بلغت سبعة وثلاثين شهيداً.
لا يفوتني ان استذكر بهذه المناسبة شهداء الوزارة الذين قضوا جراء الهجوم الارهابي الذي تعرضت له الوزارة بواسطة الأحزمة الناسفة يوم 5 شباط 2014 في مدخل الوزارة الذي راح ضحيته ثلاثة عشر شهيداً وخمسة جرحى.
لقد عملت الحكومة العراقية من خلال وزارة الخارجية على اعادة اعمار الوزارة، ومعالجة الجرحى، وتعويضهم، كما حرصت على ضمان حقوق الشهداء، ومتابعة عائلاتهم.
كما ننعى بمزيد من الحزن والاسى رحيل الصديق سعادة السفير أحمد بامرني الذي وافته المنية في محافظة دهوك بإقليم كردستان.
ان الراحل مثّل العراق في محافل عديدة، وشغل مناصب دبلوماسية رفيعة في بعثات متعددة، وترك اثراً طيباً في قلوب محبيه. فلأرواحهم جميعاً نقف هذا اليوم لنقرأ سورة الفاتحة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..