بيان صحفيّ

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله -تعالى- في محكم كتابه المجيد:

((وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ))

(آل عمران: 169)

نستذكر اليوم الحادث الإرهابيّ الأليم الذي تعرّضت له وزارة الخارجيّة، وما تسبّب به من استشهاد عدد من أبنائنا، وجرح آخرين على يد عصابات تنظيم القاعدة الإرهابيّ التي اندفعت إلى العراق من خارج الحُدُود، وأرادت بثّ الفرقة والتناحر بين أبناء الشعب الواحد، وقد خاب سعيهم عندما تهدّد الوطن، وتكاتفت أيادي العراقيّين في مواجهة تنظيم داعش الإرهابيّ، وسطروا أنصع وأروع ملاحم الفداء سيظل التاريخ يتغّنى بها في صفحاته.

إنّ ما قام به هؤلاء التكفيريون من جريمة شنعاء إنّما هو دليل على أنّهم يستهدفون الحياة، ومظاهرها من دون التفريق بين الناس على أساس المذهب والدين والقوميّة، فهم قد ضربوا مُؤسّسات الدولة التي يعمل فيها جميع العراقيّين على مختلف تنوُّعاتهم، واستهدفوا المساجد، والكنائس، والأسواق، والمدارس..

وليس لنا إلا أن نكثف الجُهُود، ونُوحّد الصفوف في طيّ هذه الصفحة السوداء من حياتنا، ونفض غبار هذه المرحلة المأساويّة إلى مرحلة الأمل، وتحقيق الطموحات.

ولقد شاء القدر أن يُواجه العراق هذه التحدّيات، وأن يُقاتل أصالة عن نفسه ونيابة عن العالم أجمع هؤلاء الشرذمة، ولقد قدّم العراقيون أجزل التضحيات في هذا السبيل، وافتدوا البلاد بأعزّ الأبناء والرجال.
إنّ من أبرز تجليات مُعادَلة المُواجَهة هي الإصرار على المُضِيّ في بناء العراق الآمن المُزدهِر.
وفي الختام نُعاهِد شعبنا، وشهداءنا الذين سقطوا إثر حوادث الغدر التي قام بها الإرهابيّون، والشهداء الذين سقطوا وهم شامخون على سواتر الدفاع عن الوطن، وتحرير الأرض نُعاهِدهم على الثبات، وعلى العمل الدؤوب على الدفاع عن مصالح العراق في المحافل الدولية، وإشادة أفضل علاقات التعاون مع بلدان العالم ليأخذ العراق مكانته في مصاف دول العالم.

وزارة الخارجية العراقية
بغداد
٢٠٢٠/٨/١٩